أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اليوم الخميس، موعداً نهائياً لإنهاء ملف النازحين في البلاد، ووجهت دعوة إلى القوى السياسية بعدم التدخل في الملف.
وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الوزارة عن خطط ومحاولات لإنهاء ملف النزوح. وأعلنت نهاية العام الماضي إغلاق جميع مخيمات النازحين في المحافظات، باستثناء المخيمات التي أقيمت في إقليم كردستان العراق، إلا أن أزمة النزوح لم تنته حتى اليوم. وخلال العام الجاري، أعلنت الوزارة مرات عدة عن خطط لإنهاء الملف من دون نتائج.
وقالت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان جابرو، في مؤتمر صحافي الخميس، إن "ملف النازحين سيتم إنهاؤه في العراق خلال 6 أشهر ضمن البرنامج الحكومي"، داعية "جميع القوى السياسية للابتعاد عن ملف النازحين".
وأكدت جابرو أنّ "هناك تنسيقاً عالياً بين الحكومة والإقليم لدمج المخيمات"، مشددة على ضرورة "توفير الظروف الملائمة لعودة جميع النازحين". وأشارت إلى أن "لدى الوزارة برامج كبيرة مع الجهات المعنية لإغاثة ووضع دراسات وبحوث فيما يخص ملف النزوح، مع إعادة تأهيل النازحين ودمجهم بالمجتمع، بالإضافة إلى إجراء دراسة عن الهجرة السرية". وأضافت أن "هناك تنسيقاً مع وزارة الداخلية حول إصدار الأوراق الثبوتية للنازحين لكي يمارسوا حياتهم الطبيعية".
وأكدت وزيرة الهجرة والمهجرين أنّ "هناك أكثر من 300 عائلة عراقية نازحة في تركيا"، موضحة أنّه "تم استحصال الموافقات اللازمة لإعادتهم إلى العراق، ولكن نحتاج إلى التدقيق بالأسماء".
وسبق أن أكدت الوزارة أن 37 ألف عائلة نازحة ما زالت في المخيمات، على أن هذا الرقم لا يتضمن النازحين خارج المخيمات، والذين تزيد أعدادهم على 750 ألفاً، ويقيمون في مجمعات سكنية على نفقتهم الخاصة في بلدات عدة بأربيل والسليمانية، فضلاً عن بغداد والأنبار وغيرها.
وتسيطر فصائل مسلحة تعمل ضمن هيئة "الحشد الشعبي" على بعض المناطق التي نزح أهلها، منها بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل، وفي محافظتي ديالى والأنبار وصلاح الدين شرق وغرب وشمالي البلاد، وقد منعت أهلها من العودة إليها. إلّا أن رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض تعهّد أخيراً بتسهيل عودتهم، مؤكداً لجابرو أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة بشأن ذلك.
وبلدة جرف الصخر، التي تقع على مسافة 60 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد، وترتبط بمحافظة الأنبار، كان يقطنها نحو 120 ألف نسمة، قبل أحداث صيف عام 2014 واجتياح تنظيم "داعش" لها، ما تسبب بموجة نزوح أفرغتها تماماً من السكان، فيما مُنع النازحون من العودة بعد ما تم تحرير البلدة، إذا إن مليشيات عدة تسيطر عليها، ترفض أي محاولة لعودتهم.