أعلنت السلطات العراقية، اليوم السبت، إعادة أكثر من 150 نازحاً بطريقة طوعية من مخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق، إلى مناطقهم الأصلية في محافظة نينوى شمالي البلاد، وسط انتقادات تُوجَّه إلى الحكومة بسبب عجزها عن حسم ملف النزوح.
وما زالت أكثر من 37 ألف أسرة عراقية نازحة في خارج مناطقها الأصلية حتى اليوم، بحسب بيانات وزارة الهجرة والمهجّرين، علماً أنّها لا تحتسب النازحين الذين يقيمون في خارج المخيمات من ضمن إحصائياتها، فيما يُقدَّر إجمالي عدد هؤلاء بأكثر من 750 ألفاً يقيمون في مجمّعات سكنية على نفقتهم الخاصة، في بلدات عدّة بإربيل والسليمانية وكذلك ببغداد والأنبار وغيرها من محافظات العراق.
وبحسب بيان أصدرته وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية، فإنّه "بمتابعة وزير الهجرة وكالة عثمان الغانمي، تمّت إعادة 162 نازحاً من مخيمات إقليم كردستان، محور الخازر ومخيم حسن شام، غربي محافظة إربيل، إلى مناطق سكنهم الأصلية في محافظة نينوى".
وبيّن أنّ "كوادر وزارة الهجرة أعادت دفعة جديدة من النازحين بواقع 34 أسرة من المخيّمين إلى مناطقهم في أحياء الانتصار، تل الرمان، الهرمات، رجم حديد، العبور، تلعفر، بعشيقة، النهروان، حي البكر، الكرامة، ناحية الشورة، الموصل الجديدة، والتي تقع بمحافظة نينوى". أضاف أنّ "النازحين عادوا بعد إتمام التدقيق الأمني لهم، بالتنسيق مع القوات الأمنية والحكومات المحلية، وقد جرى إيصالهم إلى مناطق سكنهم الأصلية مع أمتعتهم كافة".
بمتابعة حثيثة من قبل وزير الداخلية وزير الهجرة والمهجرين بالوكالة السيد عثمان الغانمي عودة (١٦٢) نازحاً من مخيمات اقليم كردستان محور الخازر ومخيم حسن شام، شرقي الموصل، الى مناطق سكناهم الاصلية في محافظة نينوى pic.twitter.com/lyXasXTKb1
— المكتب الاعلامي لوزارة الهجرة والمهجرين (@mediamomd) April 2, 2022
وكانت وزارة الهجرة قد أعلنت في أواخر عام 2021 إغلاق كلّ مخيمات النازحين في المحافظات، باستثناء المخيمات التي أقيمت في إقليم كردستان، غير أنّ أزمة النزوح لم تنتهِ. وينتقد مسؤولون عراقيون ضعف الإجراءات الحكومية إزاء إنهاء ملف النزوح الذي مضى عليه أكثر من خمسة أعوام، مطالبين بدعم النازحين وإعمار مناطقهم وتشجيعهم على العودة الطوعية.
وقال مسؤول محلي في محافظة نينوى فضّل عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد" إنّ "عدم حسم ملف النازحين في المحافظة يعود إلى التقصير الحكومي المتمثّل بعدم إعمار المناطق المتضررة وعدم تقديم تعويضات مالية للنازحين لإعادة بناء منازلهم المهدّمة التي تضرّرت بفعل الحرب، في خلال سيطرة تنظيم داعش على المحافظة، وما أعقبها من معارك التحرير".
وأكد المسؤول نفسه أنّ "النازحين جميعاً يريدون العودة، وهم يتحمّلون أعباء نزوحهم وبُعدهم عن مناطقهم وعن عملهم بسبب ذلك التقصير"، مشيراً إلى أنّ "إعادة 162 نازحاً هو أمر مخجل في حين أنّ أكثر من 37 ألف عائلة ما زالت نازحة". ودعا إلى "العمل على أن تكون العودة الطوعية للنازحين على شكل وجبات متتابعة، بعد تقديم الدعم المادي لتلك العائلات".
تجدر الإشارة إلى أنّه، على الرغم من مرور نحو خمسة أعوام، على انتهاء المعارك في العراق وطرد تنظيم "داعش" من آخر معاقله في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، فإنّ أكثر من مليون عراقي ما زالوا نازحين منذ منتصف عام 2014 لأسباب مختلفة.