قال مسؤول بوزارة البيئة العراقية، الإثنين، إن نحو 18 ألف شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب الألغام والمخلفات الحربية في محافظات جنوب العراق، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وإن ضعف المخصصات المالية لإزالة الألغام في محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى أثر على جهود رفع المخلفات.
وأوضح مسؤول المركز الجنوبي لشؤون الألغام في الوزارة، نبراس فاخر التميمي، أن وزارتي الدفاع والداخلية، ومنظمات محلية وأجنبية، تبذل جهدا كبيرا لإزالة المخلفات الحربية، لكن حجم التلوث كبير، إذ تبلغ مساحة المناطق الملوثة بالمخلفات الحربية أكثر من مليار متر مربع، مضيفا أن "البصرة تعد الأكثر تلوثا بالمخلفات الحربية، وسجلت أكثر من 50 ضحية خلال العام الحالي، وأغلبهم من الأطفال والنساء والرعاة".
وبيّن التميمي أن "منطقة شط العرب في البصرة، شهدت أخيرا انفجار لغم راحت ضحيته أسرة مؤلفة من زوج وزوجة وطفلهما، ووصلت أعداد ضحايا الألغام في المناطق الجنوبية منذ عام 1990، إلى نحو 18 ألف ضحية. هناك منظمتان تقومان بإزالة الألغام، إحداهما من النرويج، والأخرى من الدنمارك، وعملتا على تطهير الأراضي السكنية التي تم توزيعها على المواطنين خارج محافظة البصرة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتم تطهير أكثر من 700 مليون متر مربع من المخلفات الحربية خلال الأعوام العشرة الأخيرة".
وحسب ضابط في قسم مكافحة القنابل بوزارة الداخلية العراقية، فإن جهودا كبيرة تبذل للسيطرة على الألغام ومخلفات الحروب الموجودة في المناطق الصحراوية غير المأهولة بالسكان، وأكد الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن "مناطق شمالي وغربي البلاد تشهد أيضا سقوط ضحايا بسبب انفجار مخلفات حربية، وأغلب الضحايا من رعاة الأغنام".
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الخميس الماضي، مقتل 35 طفلاً عراقياً وإصابة 41 آخرين بتشوّهات، نتيجة تعرّضهم لانفجار مخلفات حربية وألغام خلال العام الجاري.
وتشير تقارير إلى أن مساحة 1200 كيلومتر مربع من الحدود العراقية الإيرانية تضم عشرات الآلاف من الألغام والقنابل، في حين توجد 90 منطقة في محافظات الجنوب ملوثة بإشعاعات مصدرها اليورانيوم الذي استخدمته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال عام 2003، وهناك أيضاً مخلفات لتنظيم "داعش" في المحافظات التي سيطر عليها في منتصف عام 2014.