تنتشر الحشرات والعقارب بكثرة مع بداية فصل الصيف في مناطق محافظة الحسكة السورية، شمال شرق البلاد، وتسبب أزمة للسكان، خاصة في المناطق الريفية وفي أطراف المدن.
وتتكرر مطالبات السكان للإدارة الذاتية بضرورة التحرك قبل تفاقم الأوضاع مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد في المنطقة، الأمر الذي يدفع بالأفاعي والعقارب للظهور مهددة حياة السكان.
في حي الهلالية بمدينة القامشلي بريف الحسكة، بات ظهور العقارب اعتيادياً بالنسبة للسكان، والأهالي دائماً يعيشون بحالة خوف على أطفالهم بالدرجة الأولى، كما أوضح أحمد خليل، أحد قاطني الحي، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "عاد فصل الصيف وعاد معه انتشار الحشرات والأوبئة والعقارب والأفاعي السامة، نحن نعاني من هذا الأمر في المنطقة، الأمر عائد لكون البلديات تتقاعس عن مكافحة هذه الآفات".
وشدد: "نحن نطالب البلدية بالتدخل ومكافحة هذه الآفات يوماً بعد يوم، وهناك مشاكل نعاني منها، خاصة نحن الذين نسكن البيوت الطينية على أطراف مدينة القامشلي".
وقبل أيام، تعرض طفل (4 أعوام) للدغة عقرب في الحي الذي يقطنه أحمد خليل، الذي أضاف "لم تكن المشكلة في اللدغة بحد ذاتها، إنما بعدم توفر المصل المضاد للسم في الوقت المناسب"، لافتاً أن هذا "أمر خطير ويجب السعي من الجهات المختصة لتوفير الأدوية والأمصال".
بدوره، قال محمد أبو عادل من حيّ حلكو بالقامشلي لـ"العربي الجديد": "الجفاف والحر شديد، وهذا يسبب انتشار الحشرات والعقارب بصورة لا يتخيلها العقل، أيضاً نعاني من أزمة تفشي الذباب والبعوض، في كل عام يحدث هذا الأمر، وفي كل عام نكرر نحن سكان المدينة مطالبنا للجهات الصحية في المدينة أن يقفوا على هذا الأمر، وأن يؤمنوا المستلزمات من مبيدات حشرية وغيرها لمواجهة هذا الأمر".
ويعاني الأهالي من عدم توفر الأمصال المضادة في المشافي العامة، مما يضطرهم لشرائها من الصيدليات بسعر عال إن وُجدت، ويقول عيسى عليان من القامشلي لـ"العربي الجديد ": "المشفى الوطني يوفر الأمصال مجاناً إن وجدت، وبحال لم تكن موجودة نتوجه للصيدلية، ويبلغ ثمن حقنة اللقاح 25 ألف ليرة سورية، الإدارة الذاتية لم تتحرك، ولم يقم مجلس الحي بأي مبادرة بخصوص الحشرات والعقارب".
وأردف عليان: "طالبنا الإدارة الذاتية بتوفير مبيدات، وطالبنا هذا العام بذلك، لا أحد يهتم لنا، نشتري المبيدات على حسابنا، وفي الصيف ينتشر الذباب والصراصير والبعوض والعقارب، والمفروض أن يوفرها مجلس الحي لنا".
في المقابل، قال مروان بركات، عضو في مجلس الحي في الهلالية، لـ"العربي الجديد"، إنه في كل سنة تُوزع مبيدات حشرية على السكان، وبعدها تبّلغ البلديات بضرورة رش الأدوية، متابعاً "هذا العام لم تصلنا أي مضادات ولم تقم البلدية برش المبيدات، العام الماضي وُزع للأهالي 4 عبوات لمكافحة الحشرات، حالياً لم يتم التوزيع، نحن نطالب الجهات المعنية بضرورة تسريع توفير المبيدات".
ومشكلة انتشار الآفات لها أسباب كثيرة في منطقة القامشلي بمحافظة الحسكة، منها التقصير في عمليات ترحيل القمامة، والبنى التحتية المتضررة لشبكات الصرف الصحي، فضلاً عن قرب بعض الأحياء في المدينة من مكبات القمامة، وكلها تزيد من معاناة السكان.