سبّبت العواصف الترابية التي تُغطّي عدداً من المحافظات العراقية تسجيل العديد من حالات الاختناق، إضافة إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في عدد من مطارات البلاد، وسط استمرار امتدادها، وانحسار مدى الرؤية في عدد من مناطق البلاد إلى حدود 400 متر.
ومنذ عصر أمس السبت، سجّلت محافظات الأنبار وصلاح الدين وأجزاء من كركوك، ومحافظة أربيل والسليمانية، عواصف ترابية مكثفة، دفعت باتجاه تعليق الرحلات في مطار أربيل الدولي لعدة ساعات، قبل أن تعاود بعد انحسار العاصفة.
وفي ساعة متأخرة من الليل، امتدت العاصفة لتغطي سماء بغداد وبابل والنجف، ما سبّب تسجيل العديد من حالات الاختناق في مستشفيات البلاد، ولا سيما لمرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسي.
وأكد مصدر طبي في وزارة الصحة، لـ"العربي الجديد"، أن "الكثير من حالات الاختناق غادرت المستشفيات بعد تحسنها".
سلطة الطيران المدني في العراق أعلنت توقف الرحلات الجوية في مطار بغداد الدولي. وقال مدير إعلامها، جهاد كاظم، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "تم إيقاف جميع الرحلات الجوية في مطار بغداد الدولي بسبب العاصفة الترابية، وسيتم استئناف الرحلات بعد زوال العاصفة".
وعلقت إدارة مطار النجف الدولي، في وقت سابق من مساء أمس، تسيير الرحلات الجوية بسبب انخفاض مدى الرؤية جراء العاصفة الترابية التي اجتاحت العراق.
هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي أكدت انحسار العواصف الترابية خلال الفترة المقبلة، بتراجع تأثيرات المنخفضات الجوية.
وقال مدير إعلام الهيئة، عامر الجابري، في تصريح لقناة العراقية الإخبارية، مساء أمس السبت، إن "العواصف الترابية ستشهد تراجعاً في الفترة المقبلة، إذ لن تكون هناك منخفضات قوية كالتي مرت بها البلاد في الشهرين الماضيين".
وأوضح أن "البلاد تتأثر حالياً بعواصف ترابية وغبار كثيف وانخفاض في درجات الحرارة، وستزول هذه العوامل تدريجاً صباح اليوم الأحد"، موضحاً أن "هيئة الأنواء الجوية توقعت في وقت سابق وجود حال غير مستقرة في الطقس بسبب قلة الأمطار وهشاشة التربة".
وأشار إلى أن "العراق من بين أكثر 13 دولة تأثرت بالعوامل المناخية".
وشهد العراق، خلال الشهرين الماضيين، عواصف ترابية غير مسبوقة، أدّت إلى وفاة أكثر من 10 أشخاص وإصابة مئات آخرين بحالات اختناق، عدا عن الخسائر المادية، وتعطل حركة الملاحة الجوية في عدد من مطارات البلاد.
ويعدّ العراق من الدول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، في ظل ارتفاع نسبة الجفاف ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حذّر البنك الدولي من انخفاض بنسبة 20 في المائة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.
ويحمّل خبراء البيئة الحكومات المتعاقبة جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة عمليات جرف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادة، ويتحدثون عن ضعف الخبرات في التعامل مع تحديات التغير المناخي.