سجّلت عدة جهات في تونس حوادث تتمثل في تعرضّ 7 أطفال للحقن بمواد مجهولة بالقرب من مدارسهم، إذ عمد بعض الغرباء إلى حقنهم ثم لاذوا بالفرار. وترواح أعمار الأطفال الذين تعرضوا لحوادث حقن ما بين 8 و11 سنة، من خمس محافظات وهي توزر وقفصة وتونس وسوسة والمهدية.
وقال المندوب العام لحماية الطفولة في تونس مهيار حمادي، لـ"العربي الجديد"، إن أغلب الحوادث سُجّلت في المحيط المدرسي وشملت 6 فتيات وطفل، وأغلب من تولوا الحقن هنّ نساء، مؤكدا أن معظم الأطفال حقنوا في اليد وحالة واحدة في الساق، مشيرا إلى أن بعض الأطفال شعروا بأعراض جانبية كالألم في البطن واضطراب في النوم وذلك بعد عودتهم إلى البيوت حيث تم حينها إعلام الأولياء ولكن ليس مباشرة بعد الحادث.
ولفت إلى أنه تم رفع عينات للتحاليل المخبرية من أجل التأكد من سلامة هؤلاء الأطفال، ووضعهم الصحي حاليا مستقر ولا يوجد ما يهدد سلامتهم.
وأوضح أن النتائج الأولية للتحاليل المخبرية المجراة على التلاميذ الذين تعرضوا للحقن بمواد مجهولة بينت عدم وجود أي مادة مشبوهة أو خطرة في أجسادهم في الوقت الراهن، مؤكدا أن آجال صدور النتائج النهائية لهذه التحاليل المخبرية تراوح بين 15 يوما وشهر من رفعها، مبينا أنه لا يمكن الكشف عن مدى تأثير الحقن المجهولة على صحة التلاميذ والتأكد من استخدام مادة مشبوهة من عدمها إلا بعد صدور التقرير النهائي لاختبارات الطب الشرعي، مؤكدا أن النيابة العمومية فتحت الأبحاث الجزائية في الأمر والتحقيقات جارية.
وتابع أنّ أغلب الشهادات متطابقة والغريب أنها تمت في محافظات مختلفة وبعيدة بعضها عن بعض، أي أن الأرجح أن الاعتداءات لم تتم من الشخص نفسه، مؤكدا أن طفلة واحدة من قفصة تراجعت عن أقوالها، إذ ذكرت أنها تعرضت للحقن من امرأة ترتدي زيّ تمريض في ممر المدرسة وأخبرتها بأنه لقاح كورونا، مبينة أن هذا الأمر كان من نسج خيالها وذلك بعد سماعها لحالات حول حوادث حقن لأطفال، مؤكدا أنهم تعهدوا بالمتابعة النفسية الدورية لأغلب هؤلاء الأطفال حيث سيتم التدخل باستمرار وعند حصول أي طارئ.
ودعا المندوب العام لحماية الطفولة إلى ضرورة الإبلاغ الفوري والإشعار بأي حادث في الإبان، مؤكدا أنه قد يكون هناك من لم يصرح بتعرضه لحادث مماثل، مضيفا أن وزارة الداخلية كثّفت من الحملات بمحيط المؤسسات التربوية، ويتمنى أن تكون هذه الحوادث مجرد حالات معزولة وأن لا تتكرر حتى يتم وضع حد لهذه الظاهرة التي حيرت الأولياء والتلاميذ ولمعرفة دوافع منفذيها.
وتولى مندوبو حماية الطفولة التعهّد النفسي بالفتيات القاصرات ضحايا حوادث الحقن، بعدما تلقت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن أمال بلحاج موسى تقريرا من المندوب العام لحماية الطفولة حول نتائج المتابعة اليومية التي أذنت بها لمندوبي حماية الطفولة بكل من توزر وتونس وقفصة بخصوص الحوادث الأخيرة المسجلة والتي تعرّضت خلالها فتيات قاصرات للحقن من قبل مجهولين.
وأكدت وزيرة المرأة على ضرورة مواصلة قيام مندوبي حماية الطفولة بسائر المحافظات بدورهم كاملا في التعامل الحازم مع كل الإشعارات المتعلقة بتهديد مصلحة الطفل الفضلى بالتنسيق الفوري مع الجهات القضائية والأمنية والتربوية والصحية المعنية.
وأضافت أنّ الإشعارات الأخيرة التي تلقاها مندوبو حماية الطفولة بخصوص حقن قاصرات خطيرة وتحظى بمتابعة خاصة، مع التعهد بمتابعة الوضعيّة النفسيّة للفتيات المعنيّات في انتظار ما ستكشف عنه الأبحاث التي تمّ إجراؤها.