ساهم غياب الأمن بارتفاع عدد حوادث السرقة في عموم قرى وبلدات ريف محافظة الحسكة شمال شرق سورية، الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، والتي يعد فيها جهاز الأمن الداخلي "الأسايش" مسؤولا عن ضبط الأمن.
في الوقت الحالي، تحولت سرقة المواشي والمنازل، وحوادث التشليح إلى ظاهرة مقلقة للأهالي. قبل ثلاثة أيام تعرض بائع جوال للتشليح على الطريق الواصل بين قرية عمارة وبلدة القحطانية، حيث تمت سرقة الشاحنة الصغيرة التي يبيع عبرها الأدوات الكهربائية متنقلا في المنطقة، واللصوص الذين نفذوا عملية التشليح كانوا يستقلون سيارة، ويرتدون الزي الخاص بالأسايش، مع تغطية وجوههم بالأقنعة.
ووفق مصادر محلية فإن صاحب السيارة سلبت منه مبالغ مالية كبيرة، وتقدم بشكوى للحاجز القريب من موقع عملية السرقة، وهو تابع لقوات "قسد"، لكنه لم يتلق أي رد.
وربط علي أبو محمود، من سكان قرية بياندور الواقعة على الطريق الواصل بين بلدة القحطانية ومدينة القامشلي، بين حوادث السرقة التي تكررت في القرية، وبين ممارسات "الأسايش"، وقال لـ"العربي الجديد "، إنه "في مطلع شهر أغسطس/ آب، أثناء محاولة أهالي القرية حماية مواشيهم من عمليات السرقة التي تحصل منذ السنة الماضية، وجدوا سيارة تتجول في المنطقة فجرا، وبعد محاصرتهم للسيارة تفاجؤوا بأنها تعود لأمن الطرق التابع للادارة الذاتية في القحطانية، وقام العناصر المتواجدون فيها بمداهمة مستودع في القرية، واعتقلوا أحد الشبان المسؤولين عن حراسته".
وأضاف أبو محمود: "بعد تدخل بعض أهالي القرية، تم الإفراج عن الشاب، وكذا الأسلحة التي كان يستخدمها في حماية المستودع، وأبلغ الأهالي أمن الطرق أن هذا ليس من صلاحيات الدورية، فتذرعوا بأن هناك حافلات غير نظامية كان يتم البحث عنها، وأن الأسلحة غير مرخصة، وما زالات القضية شائكة بين أهالي القرية ومركز الأسايش".
وتتكرر حوادث تشليح وسرقة الدراجات النارية في عموم مناطق شمال غرب سورية، ووفقا للصحافي أورهان كمال، فقد تعرض أحد سكان مخيم الطلائع في مدينة الحسكة لعملية تشليح من قبل أربعة شبان خلال توجهه إلى عمله، وقبل ثلاثة أيام، تعرض مواطن للضرب، ويطالب العديد من سكان المخيم "الأسايش" بوضع حاجز على الطريق الترابي الواصل بين المخيم والطريق العام.
وأوضح مصدر خاص من المنطقة لـ"العربي الجديد"، أن حوادث السرقة تشمل المناطق المحيطة بمدينة القامشلي أيضا، ولا تقتصر على سرقة البيوت، إذ تشهد المنطقة بشكل شبه يومي جرائم نهب، واقتحام مزارع، وسلب معدات صناعية وزراعية.