تسعى الفلسطينية جيهان سعد، من مدينة غزة، إلى التغلّب على الصعوبات الاقتصادية والمعيشية من خلال مشروعها الخاص بصنع هدايا الشوكولاتة يدوياً بطريقة جديدة، تلفِت بخاماتها الصحية وتغليفها المميز، أنظار الزبائن واهتمامهم.
وتحاول جيهان (39 عاماً)، وهي أم لأربعة أبناء، توفير المستلزمات اليومية لأسرتها إلى جانب زوجها، من خلال تطويع هوايتها في التشكيل اللاّفت، لصنع قوالب الشوكولاتة المُزيّنة بالألوان والأشكال الفنية، والترويج لبيعها عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وحصلت الفلسطينية سعد، على درجة البكالوريوس في تخصّص "تربية إسلامية"، إلا أنّ عدم توفر فرص العمل في تخصّصها، دفعها إلى التفكير بافتتاح مشروعها الخاص، وقد شجّعها على ذلك، الإعجاب الذي لمسته في عيون أقاربها بعملها، بعد إعداد عدة أصناف لمناسبة خاصة بالعائلة.
وبعد تخرّجها من الجامعة، بدأت سعد بتطوير هوايتها في الطهي الغربي، وصناعة الحلويات، عبر سلسلة من ورشات العمل والدورات التدريبية المحلية والدولية. جذبها إلى تلك المهنة، قدرتها على تشكيل الحلويات كيفما شاءت، وتقديمها بشكل مميز، وهي تُظهر من خلال عملها طاقاتها وإبداعها، إلى جانب أنه مجال جديد، يمكنها من خلاله التميّز عن باقي صُنّاع المُنتجات اليدوية.
وتقول جيهان سعد لـ "العربي الجديد"، إنها تصنع الشوكولاتة، وتُقدِمها بحُب، إذ إنّها ليست مجرد هدية، تحاول من خلالها المجاملة وتجسيد المشاعر الإنسانية، وتقديمها بشكل جَمالي مميز، تضيف: "أصنع كلّ قطعة وكأنها لوحة فنية، وأشعر بسعادة بعد إتمام العمل، وخصوصاً الأشكال التي تحتاج إلى جهد إضافي، وتحمل فكرة جديدة، على الرغم من الوقت والجهد الكبيرين".
وتستخدم سعد في صناعة منتجاتها، الأدوات والخامات الطبيعية عالية الجودة، والتي تحتوي على الكاكاو الخام، وزبدة الكاكاو الطبيعية بنسب متفاوتة وخالية من المواد الحافظة والمُصنّعة، وتبدأ مراحل التصنيع باختيار أصناف الشوكولاتة والمُكسرات، وتجهيزها، وصولًا إلى مرحلة التغليف، وتقديمه بطريقة إبداعية.
ويختار كلّ زبون اللّمسات النهائية، والعبارات أو الأسماء أو الحروف التي يريدها، تحضيراً لمرحلة تزيينها بالمكسرات والفواكه المجففة، أما أكثر المنتجات التي حظيت بإقبال الجمهور، بعد عرضها على الصفحة الخاصة بمشروعها على فيسبوك، فكانت الـ "تشوكلت ميلك بالمكسرات والفواكه المجففة".
ولاقت الأصناف المعروضة إقبالاً على اعتبار أنها مُنتج جديد، يتم ترويجه بطريقة فنية، إلى جانب تغليفه وتصويره بشكل احترافي، ومن ثم عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي مُرفقًا بعبارات التهاني الخاصة بمختلف المناسبات الاجتماعية، ما يخلق حافزاً جديداً لدى المتلقي للتواصل والتجربة.
وشاركت جيهان بعدد من الأنشطة المحلية، والدولية عبر مواقع التواصل، والتحقت العام الماضي في أول مسابقة لهواة الطهي على مستوى قطاع غزة، تحت رعاية نادي الطهاة في بيت لحم، ومركز "سمايل كيتشن"، وقد تأهلت للمرحلة النهائية، وتلقت في ما بعد عدة دعوات للمشاركة في مسابقات دولية، حال إغلاق معابر قطاع غزة بينها وبين المُشاركة فيها.
وعلى الرغم من تعرّض مشروع التشكيلية، جيهان سعد، لعدد من التحديات، كغيره من المشاريع الصغيرة في قطاع غزة المُحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة عشر عاماً، وعلى وجه التحديد، الحصول على الخامات الأساسية والأدوات اللازمة لصناعة وتزيين القطع، وتقديمها بشكل جذّاب، إلا أنها وفّرت البدائل، لتقديم منتجها بالشكل المطلوب.
وتحمل سعد عبر منتجاتها، التي تحاول الدمج فيها بين المهنة ومصدر الدخل وتجسيد الجَمال، رسالة لأصحاب الطاقات والكفاءات، لأن يتم تسخيرها، وتقديم الأفضل في مختلف المجالات، لإتاحة المجال للتنافس على المستوى المحلي والدولي.