يتمتع كثيرون بالتجارب الحسية لتناول أطعمة غنية بالتوابل مثل الوخز في اللسان والشفتين، حتى أن أستاذ علم الأعضاء أو الفسيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، ديفيد جوليوس، الحائز على جائزة نوبل في الطب، لا يتردد في القول لموقع "سترايتز تايمز" إن "الأطعمة الغنية بالتوابل تجعل الحياة أكثر إثارة للاهتمام".
لكن ليست كل الاستجابات المحتملة مرحبا بها، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يستمتعون بالمذاق، وبينها التعرّق الذي يشكل طريقة لتبريد الجسم نفسه، رداً على إنتاج الفلفل الحار مركب "كابسيسين" الذي يرسل إلى الدماغ إشارات ألم مماثلة لملامسة الجسم حريقا حقيقيا.
إلى ذلك، يمكن أن تتسبب الأطعمة الغنية بالتوابل في التهاب في المناطق التي تساعد في الهضم، وحرقة في المعدة، وآلام أو إسهال.
وإذا كانت دراسات تشير إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل قد يرتبط ببعض الفوائد الصحية، وبينها تسريع عملية الأيض، أي تحويل الغذاء إلى طاقة، وانخفاض تراكم الكالسيوم في جدران الشرايين التاجية التي تزود القلب بالدم، لكن ليس واضحاً إذا كانت هذه الأطعمة تقلل احتمال الإصابة بالسُمنة أو النوبات القلبية على المدى الطويل، كما تختلط الأدلة حول زيادتها أو تقليلها خطر الإصابة بالسرطان.
وعام 2015، كشفت دراسة شملت نحو نصف مليون صيني، أن الأشخاص الذين تناولوا أطعمة حارّة بين ست وسبع مرات أسبوعياً لسنوات انخفض خطر موتهم بنسبة 14 في المائة، مقارنة بأولئك الذين تناولوا أطعمة حارة أقل من مرة واحدة أسبوعياً.
وحلل الباحثون هذه النتائج حينها بأن الأطعمة الغنية بالتوابل ذات تأثيرات مضادة للأكسدة والالتهابات، والتي قد تحمي من أمراض مثل السكري وأنواع معينة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وعموماً يتسبب الفلفل الحار جداً نادراً في ردود فعل فسيولوجية شديدة مثل صداع أو قيء شديد. ويقول البروفيسور جوليوس إذا تناول شخص طعاماً يحتوي على توابل أكثر مما يمكن تحمّله، فيجب أن يبحث عن شيء يحتوي على نسبة عالية من الدهون، مثل الحليب أو القشدة، فالكابسيسين مركب قابل للذوبان في الدهون، ولن يذوب في الماء حتى إذا كانت كمياته كبيرة".
يضيف: "من المهم أن يحترم الشخص مقدار الحرارة التي يستطيع أن يتحملها جسمه. لكن إذا كان يحب الأطعمة الغنية بالتوابل ويستطيع جسمه أن يتعامل معها فلا داعي لتجنبها".