ألقت قوة أمنية عراقية القبض على رجل من أهالي محافظة ذي قار (جنوب)، استعمل ابنه كهدف للرمي لإثبات مهارته بعملية القنص.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، مقطع فيديو لرجل وضع سيجارة بفم ولده، الذي لا يتجاوز الـ 10 سنوات من عمره، من ثم قام بإطلاق النار من بندقية كلاشنكوف، على السيجارة ليصيبها.
لحظات تحبس الأنفاس.. عراقي يطلق النار على سيجارة بفم ابنه لإثبات مهارته بالتصويب#قناة_الغد #AlGhadStory pic.twitter.com/OiRHc4j2hO
— قناة الغد (@AlGhadTV) May 3, 2022
وعلى إثر ذلك، قامت قوة أمنية باعتقال الرجل، وذكرت خلية الإعلام الأمني الحكومية في بيان أصدرته، أمس، أن "قوة من جهاز الأمن الوطني في محافظة ذي قار، تمكنت من إلقاء القبض على أحد الأشخاص، بعد استحصال الموافقات القضائية، إثر قيامه بنشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه استخدامه السلاح وإطلاقه النار بطريقة غير مشروعة"، مؤكدة أن "تصرفه ينطوي على إساءة واضحة إلى السلم المجتمعي، وتهديد لحياة طفل قاصر".
من جهته، قال مسؤول أمني في المحافظة، إنه "تم تدوين إفادة الرجل، تمهيدا لإحالته على القضاء"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الرجل اعترف بذلك، وهو بكامل قواه العقلية، وستحال أوراقه الى قاضي التحقيق، وسيصدر حكماً قضائيا بحقه".
ويندرج تصرف الرجل، ضمن ثقافة العنف السائدة في البلاد، وثقافة انتشار السلاح خارج إطار الدولة، وسط تهاون حكومي بتطبيق القانون على المخالفين، ورأى الباحث في الشأن المجتمعي، جمال السراي، أن الحكومات المتعاقبة على البلاد بعد العام 2003، هي المسؤولة عن كل ذلك، من خلال عدم تطبيقها القانون، وقال السراي لـ"العربي الجديد"، إن "عملية الهدم الثقافي التي تعرض لها المجتمع خلال السنوات السابقة، نتجت عنها كل تلك التصرفات غير المنضبطة، إذ إن الحكومة الحالية وسابقاتها، حجمت سلطة القانون، الذي يطبق على فئات محدودة من المجتمع دون غيرها، وهو الأمر الذي منح كل من تسول له نفسه أي تصرف مخالف للقانون وحتى الأعراف المجتمعية، التصرف بلا خوف من المحاسبة".
وأشاد بـ"المتابعات الأمنية لمنصات التواصل الاجتماعي"، داعيا إياها الى "محاسبة كل من يرتكب تصرفا خارج أسس القانون، وأن تقوم بنشر العقوبات والأحكام المترتبة على ذلك، على تلك المنصات ليكون هؤلاء عبرة لغيرهم".