يفيد تقرير نشره موقع "سترايتز تايمز" بأن المساواة بين الجنسين أفضل في سنغافورة مقارنة ببلدان أخرى، لكن ذلك لا يلغي وجود مزيد من الفجوات في المدارس والعمل.
ويورد التقرير أيضاً أنه "رغم أن النظام التعليمي ممتاز في فنلندا، بحسب ما يظهره برنامج تقييم الطلاب الدوليين (بيزا)، الخاص بمهارات القراءة والرياضيات والعلوم بين الأطفال في سن 15 عاماً، الذي تصدره منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لكن الفجوة كبيرة بين الجنسين، إذ تسجل نسبة 20 في المائة من الفتيات مستويات أعلى في القراءة، مقارنة بـ9 في المائة فقط من الفتيان".
ويحلل مسؤولو تقييم "بيزا" بأن "ما يحدث في فنلندا جزء من اتجاه أوسع في المدارس وأسواق العمل في أنحاء العالم، على صعيد تفوق الإناث على الذكور في الدراسة".
وفي الولايات المتحدة، يورد كتاب ألفه الدكتور في معهد بروكينغز ريتشارد ريفز أن "الفجوة بين الجنسين قائمة في التعليم العالي، إذ تمنح 57 في المائة من درجات البكالوريوس للنساء، بينما قد لا يتخرج رجال على الإطلاق. وعلى صعيد القوة العاملة، انخفضت مشاركة الرجال الأميركيين من 96 إلى 89 في المائة خلال نصف قرن".
وتشير تقارير أيضاً إلى أن الأجور الحقيقية لمعظم الرجال اليوم أقل من عام 1979، في حين ارتفعت أجور النساء أكثر من الثلث. وقد أدت تحولات هيكلية إلى إزاحة بعض وظائف الذكور، علماً أن النساء يشكلن معظم القوى العاملة في مهن مثل الرعاية الصحية والخدمات الشخصية والتعليم.
وباعتبار أن تقييم "بيزا" لم يظهر فجوة كبيرة بين الفتيان والفتيات في سنغافورة في القراءة، في حين سجلوا الدرجات نفسها في الرياضيات والعلوم، علّق الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة سنغافورة الوطنية فينسينت تشوا بالقول إنه "نظراً إلى افتقار البلاد إلى موارد طبيعية، فقد ركزت بدلاً من ذلك على رأس مالها البشري الثمين، ما يعني التعبئة الكاملة لمواهب الجميع من ذكور وإناث". لكن الطموحات والمهن تحرّف مسار التطور لحساب الذكور، فبين الطلاب المتفوقين في الرياضيات أو العلوم، يتوقع واحد من كل أربعة فتيان في سنغافورة العمل كمهندس أو متخصص في العلوم في سن الثلاثين، بينما تتوقع فتاة واحدة فقط من كل ثماني القيام بذلك.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة أنه "رغم أن أداء الفتيات مماثل للفتيان في العلوم والرياضيات في المدرسة، فهن يشعرن بقدر أقل من الثقة في شأن قدراتهن لاحقاً في الحياة، كما أن حضورهن أكبر في قرارات ترك الوظائف".