اللاجئ الأفغاني محمد سليم: باكستان بلدنا وليس أفغانستان

07 يونيو 2022
لا ينسى أفغانستان "الحبيبة" (العربي الجديد)
+ الخط -

قدِم اللاجئ الأفغاني محمد سليم إلى باكستان قبل 45 عاماً، خلال الغزو السوفييتي لبلاده، وعاش في مناطق ومخيمات مختلفة، منها مخيم كشته كري ومخيم باجور ومخيم هري بور، ثم استقر في مخيم مدينة روالبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد. وقبل ست سنوات، عاد مع أبنائه إلى ولاية قندوز شمال أفغانستان، لكن الوضع المعيشي السيئ جعلهم يغادرون إلى باكستان مجدداً.

يقول لـ"العربي الجديد": "عشت في حالة جيدة في قرية دشتي أرجي بولاية قندوز الأفغانية، حيث امتلك والدي أراضي زراعية شاسعة، لكن الأمور تغيرت بعد الغزو السوفييتي، إذ دمرت الحرب كل شيء، وهربنا إلى باكستان حين كنت شاباً، من دون أن يكون لدي أولاد".

عاش سليم وأسرته في مناطق مختلفة من باكستان، وعمل في مهن متنوعة للحصول على لقمة العيش. كان يمشي وراء الرزق أينما تواجد على أمل أن تتحسن الأمور في أفغانستان ويعود إلى قريته الصغيرة التي تضم ذكريات طفولته وشبابه، لكن ذلك لم يحدث. ويوضح أن حياته كانت جيدة في باكستان، حيث عمل وربى أولاده الذين اشتغلوا معه في السوق، لكن رغم تحسن الحياة لم ينسَ "أفغانستان الحبيبة الجميلة حتى في المنام".

وحين عاد إلى أفغانستان قبل ست سنوات، اعتبر أن مجرد العيش في كنف قريته حدث كبير بالنسبة إليه، لكنه واجه مشكلة عدم عمل أبنائه السبعة المتزوجين ولديهم أولاد، وزاد الأمر سوءاً مع استعادة حركة "طالبان" الحكم في أغسطس/آب الماضي. وحين حسم الأبناء قرار العودة إلى باكستان، أصرّ سليم على البقاء مع بعض أبنائه على الأقل، وهو ما رفضه جميعهم، فقرر حينها البقاء مع زوجته في أفغانستان، من دون أن يستطيع أن يصبر طويلاً على مغادرة أولاده الذين التحق بهم بعد فترة.

يعمل أولاده السبعة في سوق الفواكه والخضار بضواحي إسلام أباد، وأعمالهم لم تستقر حتى الآن بعدما كانوا بادروا إلى تصفية أعمالهم حين غادروا إلى أفغانستان. وهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتحسين أوضاعهم. ويقول سليم إن الأعمال الحالية لأبنائه تعطي العائلة ما تحتاج إليه فقط، ونحتاج إلى فترة زمنية كي تتحسن الأمور وتعود إلى ما كانت عليه.

وقد زوّج سليم بناته الثلاث لباكستانيين، كما تزوج اثنان من أبنائه من باكستانيتين ذهبتا معهما إلى أفغانستان، لكنهم لم يحبوا العيش هناك، لذا يقول: "باكستان بلدنا اليوم بعدما فشلت محاولتنا في العودة إلى أفغانستان، ولن نخرج منها إذا لم ترغمنا السلطات على ذلك".

المساهمون