أنهى المؤتمر الدولي لتعليم المرأة الأفغانية أعماله في جزيرة بالي الإندونيسية، وقد عُقد أخيراً برئاسة مشتركة ما بين جمهورية إندونيسيا ودولة قطر، فيما أكّد المشاركون فيه دعمهم أيّ مبادرة أو مسعى لتهيئة بيئة مؤاتية لإجراء حوار شامل من أجل تحقيق سلام مستدام ودائم في أفغانستان يمثّل ويخدم شعبها بكلّ أطيافه.
وعبّر المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر عن دعمهم القوي لشعب أفغانستان وتضامنهم معه في تحقيق الاستقرار والازدهار، مشدّدين في هذا السياق على أهمية تعليم المرأة. وأشاروا إلى أنّ النساء والفتيات عنصر أساسي في التنمية والسلام والازدهار في أفغانستان، مبيّنين أنّه لا بدّ من ضمان مشاركتهنّ الكاملة والعادلة والهادفة في المجتمع، إذ من شأن ذلك أن يمكّن شعب أفغانستان من الاستفادة من كامل إمكاناته.
والنساء والفتيات الأفغانيات ما زلنَ يواجهنَ التحديات في بلادهنّ، ويشمل ذلك وصولهنّ المحدود إلى التعليم والمرافق الصحية وحرية التنقل وفرص العمل، بحسب ما أوضح المشاركون في المؤتمر في بيانهم. أضافوا أنّه على الرغم من مواجهة السكان جميعاً تحديات نتيجة السياسات التقييدية في أفغانستان، فإنّ "النساء والفتيات هن الأكثر تأثّراً".
وأشار المشاركون في البيان نفسه إلى دعوة ودعم قويَّين لاحترام حقوق المرأة والفتاة في أفغانستان، بما في ذلك الحقّ في التعليم، وقد رأوا أنّه "يتعيّن على أفغانستان أن تتّخذ باستمرار الخطوات اللازمة لتحسين نوعية حياة النساء والفتيات الأفغانيات، وضمان إعمال حقوقهنّ الأساسية، بما في ذلك الحقّ في التعليم". ولذلك، لا بدّ من بذل جهود جادة وإجراءات ملموسة لتوسيع فرص استفادة الأفغانيات على قدم المساواة من التعليم الرسمي على كلّ المستويات وبمختلف أساليب التعلّم، بما في ذلك التعلّم الشخصي والافتراضي والتعلّم عن بُعد.
وبالنسبة إلى المشاركين في هذا المؤتمر، فإنّ تحقيق هذه الأهداف أمر ممكن بشكل فعّال بدعم دولي قوي وملموس، وقد رحّبوا بالدعم والالتزام بمواصلة التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص بهدف حشد الدعم الذي من شأنه أنّ يعزّز ويحقّق نظام تعليم وتدريب شاملَين في أفغانستان، خصوصاً للنساء والفتيات.
وفي هذا الإطار، كان هناك ترحيب بالتعهدات والإعلانات الخاصة بالجهود الجماعية الملموسة لتعليم الأفغانيات، التي قُدّمت في خلال هذا المؤتمر، بما في ذلك التمويل والتبرّعات العينية والمنح الدراسية من حكومات وجهات غير حكومية.
كذلك كانت دعوة للبلدان والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة الآخرين إلى الانضمام إلى المبادرة الجماعية الخاصة بتعليم المرأة الأفغانية، إذ يتعيّن على المجتمع الدولي أن يعمل مع أصحاب المصلحة المعنيين في أفغانستان لوضع استراتيجية قوية من أجل مشاركتهم طويلة الأجل في أفغانستان لضمان تقديم المساعدة الدولية بطريقة فعّالة وشاملة.