المخاوف تلاحق النازحين شمال سورية مع شحّ المساعدات الإنسانية

25 سبتمبر 2024
مخيم للنازحين السوريين ببلدة ترمانين في ريف حلب الغربي، 14 فبراير 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مخاوف السكان والنازحين من التصعيد العسكري في شمال سورية: يعاني السكان والنازحون من شح المساعدات الإنسانية وتراجع التمويل، مما يزيد من صعوبة تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الوقود والبطانيات والطعام، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

- الأزمات المعيشية وتدهور أوضاع المخيمات: تراجع دعم المنظمات الإنسانية أدى إلى أزمات متعددة، حيث أصبحت معظم خيام النازحين تالفة وغير صالحة للسكن، مما يزيد من مخاوفهم من تفاقم الوضع مع أي تصعيد عسكري.

- دعوات لوقف الهجمات وتحسين أوضاع النازحين: دعا نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية إلى وقف الهجمات ضد المدنيين، مشيراً إلى أن الأعمال العدائية المستمرة تزيد من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في ظل نقص التمويل.

يتخوّف سكان ونازحون في مناطق شمال سورية من دخول المنطقة في تصعيد عسكري مع قدوم فصل الشتاء، في ظل ما يعيشونه من معاناة وأزمات بسبب شح المساعدات الإنسانية والتراجع الحاد في التمويل، لا سيما أن الوضع الإنساني مقلق، وفق تصريحات الأمم المتحدة.

ويُعبّر السكان عن مخاوفهم من حدوث أي تصعيد عسكري في المنطقة، لا سيما النازحين المقيمين في المخيمات، ومنهم النازحة سوسن الأحمد، المقيمة في مخيم البردقلي بريف محافظة إدلب الشمالي، إذ قالت لـ"العربي الجديد": "الوضع صعب جدا، لا نملك ما يكفي لتدفئة أطفالنا مع قدوم الشتاء، المساعدات الإنسانية شحيحة، ويمكن أن تتوقف تماما بسبب التصعيد العسكري". وأضافت: "لا أدري كيف سنتمكن من البقاء على قيد الحياة، نحن بحاجة إلى الوقود والبطانيات والطعام الأساسي".

أزمات معيشية شمال سورية

وتسبب تراجع دعم معظم القطاعات التي تحصل على التمويل في شمال سورية من قبل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية بأزمات عدة، لا سيما قطاع الإسكان، كون معظم خيام النازحين أصبحت تالفة، وعمرها الافتراضي قد انتهى منذ سنوات، ولا تزال أعداد كبيرة من النازحين، الذين يُقدّر عددهم بحوالي المليونين وفق إحصائيات فريق منسقي الاستجابة، في المخيمات. ومن النازحين الذين تأثروا، خالد العموري (50 عاما) المقيم في مخيمات قاح شمال إدلب، قال لـ"العربي الجديد": "نحن هنا منذ سنوات، ومنذ ذلك الوقت نعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، بيد أنها أصبحت قليلة جدا، والخيام لا تتحمل برد الشتاء، ولا يوجد ما يكفي من الطعام. نخشى أن يأتي الأسوأ مع أي تصعيد عسكري".

بدوره، يخشى الشاب النازح محمود بربش (26 عاما) من حدوث تصعيد عسكري في المنطقة، وأفاد: "نحن نخشى حدوث ذلك، فالخيام لا يمكن لها أن تحمينا، لا من البرد ولا من القصف، نحن عالقون هنا في المخيمات، ولا مكان نذهب إليه، الوضع سيئ وصعب للغاية، ومن لديه عمل، لا يكفيه دخله حتى لشراء الطعام". كما أن المخيمات غير آمنة في المنطقة، وفق ما بيّنت النازحة فاطمة الشامي لـ"العربي الجديد"، وهي أم لطفلين تقيم في مخيمات تل الكرامة بريف إدلب. وقالت: "المخيمات غير آمنة في الأصل، فما بالك إن حدث تصعيد عسكري؟ الخيام لا تحمينا، لا من البرد ولا من القصف، نحن عالقون هنا ولا نعرف إلى أين يمكننا الذهاب، نعيش في خوف دائم".

من جانبه، يرى النازح حمود العليان، المقيم في مخيمات أطمة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هناك تقصيرا من جانب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من ناحية دعم النازحين شمال سورية. وقال: "لو أننا نقيم في منازلنا لما كنا احتجنا لهذه المساعدات، لماذا لا يعيدونا إلى منازلنا وتنتهي هذه الأزمة؟".

وقال العليان: "الخيام التي شُيّدت للنازحين غير صالحة للسكن بشكلٍ يليق بحياة كريمة، هي مخيمات مؤقتة وغير مخدمة بشكلٍ كامل. طبعا أتحدث عن المخيمات المنظمة التي من المفترض أن تحفظ شيئا من الكرامة".

وعقب مقتل طفل يبلغ من العمر 4 أعوام وعامل في القطاع الصحي في 20 من سبتمبر/ أيلول الجاري، بقصف مدفعي على إدلب، دعا نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، ديفيد كاردين، لوقف الهجمات ضد المدنيين، لافتا، خلال تصريحات نقلها الموقع الرسمي للأمم المتحدة قبل يومين، إلى أن الأعمال العدائية المستمرة في سورية تزيد من تفاقم الاحتياجات الإنسانية، وذلك "في وقت لا تزال فيه نداءاتنا للاستجابة في جميع أنحاء البلاد تعاني من نقص شديد في التمويل". 

المساهمون