يُسهم تفشّي المخدرات في ارتفاع معدلات الجريمة بمناطق شمال شرقي سورية الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، إذ ارتكبت العديد من الجرائم منذ بداية العام الحالي في المنطقة لهذا السبب، فضلاً عن تسجيل حالات انتحار، وفقاً لمنظمات محلية ونشطاء.
وزوّدت منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة "العربي الجديد" بإحصائيات توثق 19 جريمة قتل منذ بداية العام الحالي، إضافة لـ3 جرائم ابتزاز إلكتروني و4 جرائم اغتصاب و11 محاولة انتحار، و136 حالة ضرب وإيذاء، إضافة لـ16 حالة انتحار، و4 حالات زواج للقاصرات.
وقالت رشا درويش الناطقة باسم المنظمة لـ"العربي الجديد"، إنّ انتشار المخدرات بنسب عالية يزيد من حالات العنف وجرائم القتل خاصة عند النساء، ما يشكل كابوساً يقض مضجع المجتمع بكل مكوناته".
وأضافت: "شهدت منطقتنا في الفترة الأخيرة تزايداً في أعداد المتعاطين للمواد المخدرة، مع ما ينجم عن ذلك من تأثيرات مجتمعية تولد الكثير من حالات العنف والقتل أحياناً، والذي تقع العديد من النساء ضحايا له، بل ويصبحن مجبرات على تحمل تقلبات مزاج المتعاطين سواء كان الزوج أو الأب والأخ، وبالتالي تزيد الضغوط النفسية التي يواجهن، وقد تنتهي إما بقتلهن أو بتسجيل حالات انتحار".
ولفتت إلى دور المنظمات المحلية والدولية في مساندة سياسات مكافحة المخدرات وبناء القدرات، فضلاً عن الصحة العامة والعدالة، وأضافت: "يتركز دورنا في نشر الوعي من خلال دورات توعوية مكثفة خاصة للفئات الشابة من الجنسين في المدارس، بشأن الحد من انتشار المخدرات التي تعتبر آفة مرضية خطيرة على المجتمع"، داعية إلى محاربتها ومحاسبة المتاجرين بها ، بوصفها من أساليب الحرب الخاصة ضد المجتمع عن طريق التجارة بالمواد المخدرة للفئات الشابة ما دون عمر 18 سنة فهذا يؤثر على أفراد الأسرة أيضاً وينعكس على المجتمع بشكل عام.
من جهته أوضح الناشط الإعلامي مدين عليان، وهو من سكان مدينة القامشلي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك جهوداً تبذل في مجال مكافحة المخدرات من جانب "الإدارة الذاتية" تعمل على الحد من تفشي المخدرات، لكن العامل الأول في انتشارها في المنطقة هو الجهات المرتبطة بالنظام السوري وفق قوله. وأضاف:" دول المنطقة عجزت عن ضبط عمليات التهريب والترويج، وحال المنطقة ليس بالأفضل كون شبكات الترويج المرتبطة بالنظام يمكنها أن تتحرك بسهولة فيها. الكثير من الجرائم التي ارتكبت هنا كانت بسبب المخدرات، إضافة لحالات الانتحار خاصة بين فئة الشباب".
وتابع عليان: "الجهود المبذولة في مجال مكافحة المخدرات يجب أن تكون على نطاق أوسع وتستهدف شبكات الترويج، اليوم الكثير من الشبان يدخنون الحشيش في الحدائق، وعند شعورهم بأي خطر أو اقتراب دوريات تابعة للأمن الداخلي يلوذون بالفرار، هؤلاء ضحايا للمخدرات لكنهم يمكن أن يكونوا الدليل الذي يوصل لمصادر الترويج، واليوم معظم الجرائم التي تقع في مناطق الإدارة الذاتية، سواء كانت جرائم قتل أو عنف ضد المرأة المسبب الرئيسي لها هو المخدرات".