المدارس السورية ضحية الحروب والفوضى

23 نوفمبر 2024
تلاميذ داخل خيمة مدرسية في حرنبوش السورية (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تدهورت فعالية المدارس السورية بين 2011 و2024 بسبب نقص المعلمين في اللغات والعلوم والرياضيات، خاصة في المناطق الريفية، وزادت الحروب من تفاقم الوضع مع تعرض المعلمين للقتل والاضطهاد.

- أدى انهيار العملة الوطنية إلى تدهور الأوضاع المعيشية، مما دفع الملايين لمغادرة البلاد أو العمل في وظائف متاحة لإعالة أسرهم، بينما تعرضت المدارس للدمار والتخريب.

- حددت وزارة التربية موعد بدء العام الدراسي في 8 سبتمبر، لكن مدارس المعارضة لم تلتزم بالقرار، حيث لكل طرف تقويمه الخاص.

فقدت المدرسة السورية الكثير من فاعليتها في غضون السنوات الممتدة بين 2011 و2024، وقد كانت بالأصل تعاني ضعفاً مزمناً في معلمي مواد اللغات والعلوم والرياضيات، خصوصاً في المناطق الريفية والبعيدة عن المدن الرئيسية، وزادت الحروب الطين بلة، نتيجة ما تعرض له المعلمون من قتل واضطهاد وقمع وملاحقات من قبل السلطة والمعارضين.

وضاعف المعضلة انهيار قيمة العملة الوطنية على نحو دراماتيكي متصاعد، وعجز رواتب الهيئة التعليمية والمواطنين عن تأمين الحد الأدنى من ضروريات العيش، ما دفع الملايين إلى مغادرة البلاد، أو العمل بما يتيسر من أشغال من أجل إعالة عائلاتهم.

جاءت الفوضى السياسية والأمنية إذن معطوفة على الانهيار المعيشي لتصيب مقتلاً إضافياً في قطاع التعليم، إذ فقد خلالها آلاف من المعلمين والطلاب حياتهم، أو أصيبوا بجراح وعاهات دائمة. ناهيك عن الذين اقتيدوا إلى السجون والمعتقلات، أو ضاعت أخبارهم عن ذويهم.

ويجب أن نعطف ذلك كله على مقدار هائل من الدمار والتخريب الذي تعرضت له المدارس والتجهيزات في عموم المحافظات، خصوصاً أن الاقتتال لم يترك منطقة إلا واستقر فيها لأشهر، وفي بعض المناطق لسنوات.

وفي وقت سابق، حددت وزارة التربية في حكومة النظام السوري يوم الأحد 8 سبتمبر/أيلول، موعداً لبدء العام الدراسي في جميع المدارس العامة والخاصة، والمدارس المُستولى عليها وما في حكمها، بجميع أنواعها ومراحلها، رياض الأطفال والتعليم الأساسي والإعدادية الشرعية والثانوية العامة والثانوية المهنية الصناعية والتجارية والنسوية. على أن يبدأ الإداريون والمعلمون دوامهم قبل أسبوع من موعد دوام الطلاب.

موقف
التحديثات الحية

وكان ملحوظاً في البيان مصطلح "المدارس المُستولى عليها"، والذي يتحدث عن مدارس جرى وضع اليد عليها من قبل الأطراف السياسية المناوئة للنظام.
ولم يؤدّ إعلان بدء الدراسة في عموم المدارس إلى التزام مدارس المعارضة بالقرار، أو اعتماد الإعلان الحكومي، والتجاوب مع التعليمات، فلكل من هذه القوى حساباتها التي تدفعها إلى اعتماد تقويمها الخاص.

وتبلغ مدة العام الدراسي في المدارس السورية 38 أسبوعاً، مقسمة إلى فصلين دراسيين، وساعة التدريس في المرحلة الابتدائية 45 دقيقة، وفي الإعدادية والثانوية 50 دقيقة، والمدة التي يجب الالتزام بها في الفصل يجب أن تكون من 16 إلى 19 أسبوعاً، وهناك أسبوع يفصل بين الفصلين مخصص للامتحانات. أما الفصل الصيفي فهو اختياري، ومدته 8 أسابيع، أي نصف مدة الفصل السنوي العادي. وحددت وزارة التربية في تقويم العام الدراسي عدد أيام الدوام السنوي بـ 173 يوماً، وتمّ تقسيمها إلى 91 يوماً للفصل الأول و82 يوماً للفصل الثاني.

(باحث وأكاديمي)