طالب المعلمون النواب في تونس (يعملون بعقود هشّة)، اليوم الثلاثاء، في وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية بالعاصمة، بضرورة التسريع في انتدابهم، مؤكدين أنهم سئموا من الانتظار ومماطلات سلطة الإشراف.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بحق الانتداب من قبيل: "انتداب لجميع النواب"، "تسوية وضعيات النواب خارج الاتفاقية"، "انتدابي أحقية".
وقال المعلم النائب منذر الهادي لـ"العربي الجديد": إنه "سبق أن تم توقيع اتفاقية في 18 مايو/ أيار 2018، لكن تم استثناء العديد من المعلمين الذين ضحوا بسنوات من عمرهم في التدريس وبعضهم يدرّس من 2006 ولكن بعقود هشة، ولم تقدم وزارة التربية أي حلول جدية في انتداب المعلمين النواب"، مبيناً أنهم "يدرّسون في الأرياف وفي المناطق البعيدة ويتكبدون عناء التنقل ويقدمون عدة تضحيات لتأمين تدريس الطلاب، حتى إنهم يعجزون عن إيجاد ثمن التنقل".
وأوضح المتحدث أنهم "يعيشون ظلماً كبيراً وضيماً لا حدود له"، مضيفاً "يكفي من التضحيات والتعب"، مشيراً إلى أنهم "يدرسون الناشئة ويعدّون لأجيال المستقبل، ولكنهم مهمشون ولا حقوق لهم، ولا بد من النظر في ملفهم وتأمين مستقبلهم في أقرب الآجال، إذ إنهم لن يقبلوا بمزيد من التسويف والمماطلات، ويكفي تشغيلاً هشاً صلب وزارة التربية".
وبيّن أنهم "يدافعون عن حقهم الشرعي والكوني في العمل بكرامة، ولن يقبلوا أي شكل من الوعود الزائفة والمنح الهزيلة التي تمنح لهم"، مؤكدا أنهم لن يتنازلوا عن طلب إدماجهم في وزارة التربية.
وأكدت المعلمة النائبة زهرة العبيدي أنهم "مجموعة من المدرسين لم تتم تسوية وضعيتهم، وظلوا ضمن آلية التشغيل الهش"، مضيفة لـ"العربي الجديد" أنهم "درّسوا طيلة سنوات وبعضهم منذ 6 سنوات أو أكثر، ولكنهم يتقاضون منحاً هزيلة مقابل العمل لساعات"، مؤكدة أنهم "لم يعودوا قادرين على الصمود أكثر".
وبينت أنه "رغم مقاطعتهم التدريس وحجب معدلات الطلاب، فإن وزارة التربية طلبت منهم أن يدرّسوا مقابل وعود بالتسوية، ولكن لا ثقة لهم في الوعود ويأملون أن يكون أي وعد موثقاً".
وأشارت المتحدثة إلى أن "مطلبهم الأساسي تسوية شاملة لجميع المعلمين النواب حتى ولو على دفعات، ووفق قاعدة بيانات، يكفي من الظلم والمماطلات".
ولفتت المعلمة كريمة الخطاب إلى أنّ "حالها كحال عدة مدرسين مهمشين، وهذا التحرك الوطني كان بعد مقاطعة التدريس وحجب معدلات الطلاب"، مضيفة أن "المقاطعة متواصلة من أجل حقوق جميع المعلمين النواب، فيكفي من التشغيل الهش، ومن حقهم المطالبة بشغل يضمن الكرامة".
وتابعت أن "لديهم رسالة تربوية، ولا بد من تأمينها في أفضل الظروف وأن يكون لديهم راتب محترم وهذا كله تضمنه الدولة"، مؤكدة أن "تونس موقّعة على مواثيق دولية في الحقوق ومن حقهم الانتداب والعيش الكريم". وشددت على أن "الخطر يداهم عدة مدارس ومصير سنة بيضاء يخيّم على عدة مدارس، وعلى وزارة التربية أن تتحرك".