المغرب: الراسبون في امتحان المحاماة يصعّدون بإضراب مفتوح عن الطعام

23 فبراير 2023
تحوّلت نتائج اختبارات المحامين إلى قضية رأي عام (عبد الحق سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

في تطور لافت، يدخل من باتوا يُعرفون إعلامياً في المغرب بـ"ضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة"، في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من يوم غد الجمعة، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"الصمت المريب والمتواطئ للفاعلين السياسيين والحكومة"، إزاء ما أثير حول امتحانات الأهلية من شكوك حول نزاهتها.

ويأتي ذلك، في وقت يدخل الصراع بين الراسبين في امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة ووزارة العدل، منعطفاً حاسماً، وذلك على بعد أسبوع من موعد الامتحان الشفوي لامتحان الأهلية، الذي يرى هؤلاء أنه محاولة لـ"فرض الأمر الواقع".

وتحوّلت نتائج اختبارات المحامين التي أُعلنت بداية يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى قضية رأي عام في المغرب، بعد الكشف عن تضمن لوائح الناجحين أسماء نجل وزير العدل الحالي، وأقارب له، وأبناء محامين ومسؤولين في وزارة العدل، بالإضافة إلى برلمانيين سابقين وحاليين.

وأثار إعلان نتائج الامتحانات الأهلية غضب عدد من المتبارين الراسبين، الذين نظموا وقفات احتجاجية عدة أمام مقر البرلمان المغربي، للمطالبة بفتح تحقيق في هذه النتائج وإبطالها، وإعادة تصحيح الأوراق.

كذلك، دشّن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (هاشتاغ) #مباراة_المحاباة_وليس_المحاماة، شككوا من خلاله في نزاهة الامتحان والنتائج، منددين بمحاولات "توريث" مهنة المحاماة داخل العائلات النافذة، وإقصاء أبناء الطبقات الفقيرة، وتحطيم أحلامهم.

وقال عضو "اللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة"، أمين نصر الله، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، إنّ دخولهم في معركة "الأمعاء الفارغة" هو "خطوة احتجاجية ضد الفساد الذي طاول الامتحان، ويأتي رفضاً لصمت المؤسسات غير المبرر والتماطل إزاء أكبر فضيحة تعرفها وزارة العدل".

وتابع شارحاً: "لم يُترك لنا خيار آخر غير الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، بعدما سدت جميع الأبواب أمامنا من قبل المؤسسات الرسمية من بينها القضائية، إذ يكفي أن نورد هنا أنّ النيابة العامة توصلت إثر شكاوى فردية وجماعية إلى فتح تحقيق في امتحان الأهلية، إلا أنها بعد مرور شهرين من ذلك لم تحرّك ساكناً".

ويأتي دخول "ضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة" في إضراب مفتوح عن الطعام، بعد نحو أسبوع على تقدم عدد منهم بمقال استعجالي إلى الرئيس الأول لدى محكمة النقض، وهي أعلى محكمة في المغرب، بهدف إيقاف تنفيذ قرار وزير العدل عبد اللطيف وهبي، إجراء الامتحان الشفوي بداية الشهر المقبل.

وكان وزير العدل المغربي، قد وصف الجدال الذي أثير حول نتائج مباراة المحاماة بأنه "زوبعة صغيرة". وقال، خلال استضافته في يناير/ كانون الثاني الماضي، في برنامج "مع الرمضاني" على القناة الثانية المغربية: "لن تدفعني زوبعة صغيرة إلى الاستقالة والإعفاء، لأنّ الوزارة مسؤولية وهذه دولة وثمة جهات لها مكانتها واحترامها".

وردّاً على سؤال حول الجدال القائم في نتائج مباراة المحاماة، أفاد وهبي بأنّ "المباراة مفتوحة إذ لا مناصب شغل فيها"، وبأنّ "لجنة سهرت على المباراة"، مبدياً استعداده لإجراء "بحث وتحقيق بخصوص النتائج".