تعالت أصوات فعاليات مدنية ونشطاء مغاربة، للمطالبة بإعلان الثامن من سبتمبر/أيلول، تاريخ زلزال المغرب الذي خلّف نحو 3 آلاف قتيل وشرّد الآلاف، يوماً وطنياً للتضامن في البلاد.
وفي السياق، أطلق ائتلاف مدني (مكون من جمعية وسطاء ومستثمري التأمين بالمغرب، ومعهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية بالمغرب، والهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب) عريضة وطنية، مرفوعة إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، من أجل تبني يوم الثامن من سبتمبر/أيلول مناسبة وطنية، تقديراً للهبة الشعبية، واستحضاراً للقيم الإنسانية التي عبّر عنها المغاربة بعد فاجعة الزلزال.
وأحدثت مأساة الزلزال، الذي صُنّف على أنه أقوى زلزال عرفه المغرب منذ أكثر من قرن، موجات واسعة من التضامن لدى جميع فئات المجتمع، لمحاولة مساعدة المتضررين والتخفيف عنهم. وازدادت التبرعات وعمليات جمع الإعانات ومختلف التحركات التضامنية، في هبّة تضامنية غير مسبوقة في البلاد.
وفي وقت برزت منذ الساعات الأولى للكارثة الحاجة الماسة إلى التبرع بالدم لإنقاذ ضحايا الزلزال، بدا لافتاً الإقبال الكبير على مراكز تحاقن الدم بمختلف مدن المملكة، من قبل فئات مختلفة من المجتمع المغربي، إلى جانب توافد عفوي للسياح والمقيمين الأجانب بالمملكة للتبرع لفائدة المتضررين.
ويأتي مطلب إقرار الثامن من سبتمبر/أيلول يوماً وطنياً للتضامن "استجابة للحاجة الملحة لتعزيز قيم التضامن والوحدة الوطنية بين مواطنينا"، وبالأخص في ذكرى الزلزال الفاجع، وكذلك تجاوباً مع "المبادرات الشعبية الرائعة التي اتخذها المواطنون بما في ذلك إرسال المئات من قوافل المساعدات ومشاركة الآلاف كمتطوعين لدعم المتضررين"، بحسب بيان للائتلاف المدني.
ووفق عريضة الائتلاف المدني، سيتضمن يوم الثامن من سبتمبر "مشاركة فعلية من جميع المواطنين في اختيار ودعم المشاريع الاجتماعية ذات البعد الاجتماعي الكبير في جميع مناطق المغرب"، وتشكيل لجان خاصة تضم خبراء وممثلين للمجتمع المدني، معترف بكفاءتهم ونزاهتهم واستقامتهم للمساعدة على اختيار المشاريع الجديرة بالدعم.
ويسعى أصحاب العريضة أن يكون 8 سبتمبر "مناسبة سنوية لاستحضار القيم الإنسانية التي عبّر عنها المغاربة خلال الفاجعة، وإبراز مدى أهمية إذكاء روح التضامن الجماعي بالنسبة لأجيالنا المستقبلية في رفع تحديات الكوارث".
وشدّد الواقفون وراء العريضة على أنها "فرصة لتحويل هذا الحدث الأليم إلى تجربة تجمعنا وتبرز إرادتنا في تعزيز التضامن ودعم المشاريع الاجتماعية النوعية".
من جهته، قال الرئيس المؤسس لجمعية "أمل سلا" يوسف الشفوعي، إن "كمية الحزن العميق الذي خلفه الزلزال ليلا تحول إلى نور وطاقة إيجابية، وتحولت "تمغربيت" (اشتقاق عامي ودارج يطلق بمفاهيم عدة منها الشعور بالانتماء الوطني إلى المغرب أرضاً وشعباً ودولة وثقافة وحضارة وتاريخاً، وكذلك التمسك بثوابت المغاربة التي انعقد عليها إجماعهم التاريخي، والتي تجمعهم وتوحدهم في الحاضر، وتجعل منهم أمة قائمة الذات مستقلة الهوية...) إلى محرك ودافع للتضامن وبذل كل غال ونفيس للتضامن مع المناطق المنكوبة، حيث شهدنا تضامنا عظيما وهبة لشعب فكر في كل تفاصيل حياة الساكنة المتضررة".
ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد": "زلزال الحوز والمناطق المتضررة جعل ساكنة المناطق الجبلية محط اهتمام من أعلى سلطة في البلاد ومن جميع مكونات الشعب المغربي، ما جعلني شخصيا أطلق نداء ورجاء للحكومة لاعتبار 8 سبتمبر محطة تضامنية مع ساكنة الجبال وفرصة للوقوف على المكاسب والنواقص. وكذلك فرصة لتدوين تاريخ جديد يتناقله جيل بعد آخر خصوصا الأجيال الصاعدة التي تحتاج إلى مثل هذه المحطات لتنمية حس الانتماء إلى الوطن وجعل "تمغربيت" ماركة مسجلة عابرة للأجيال".