أشعلت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية لمواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات وأفراد الشعب الفلسطيني، موجة لافتة من التضامن والتأييد في الأوساط الشعبية المغربية، امتدت إلى مختلف الهيئات المدنية.
ونظمت "مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين" وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، ردد المشاركون فيها هتافات داعمة لمقاومة الشعب الفلسطيني، وعبروا عن فخرهم بعملية "طوفان الأقصى"، ورفض التطبيع مع الاحتلال، كما داسوا العلم الإسرائيلي ثم أحرقوه.
وتكرر المشهد ذاته في سلسلة من الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" في عدد من المدن، في حين دعت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" إلى تنظيم تجمعات دعماً لغزة وأهلها، ولكفاح الشعب الفلسطيني في مقاومته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، كما نظمت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" وقفات في أكثر من 40 مدينة مغربية.
واجتاح وسم "طوفان الأقصى" مواقع التواصل الاجتماعي، وحولت جماهير فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، مدرجات ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، إلى لوحة دعم فريدة للقضية الفلسطينية عموماً، وشعب قطاع غزة، ورددت الجماهير المحتشدة في الدقيقة السابعة من مباراة فريقها الأغنية الشهيرة "يا حبيبة يا فلسطين". وشهدت العديد من الجامعات المغربية وقفات تضامن وحلقات طلابية عبر خلالها الطلاب عن الفخر والاعتزاز بما حققته المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى".
جمهور الرجاء العظيم 👏🇵🇸🇵🇸
— Omar Safwat abdelhaleem ♠️ (@omarsafwat662) October 10, 2023
يا حبيبه يا فلسطين آه يا وين العرب نائمين 👏 pic.twitter.com/oRVD4RFTtI
يقول المنسق الوطني لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، جمال العسري لـ"العربي الجديد": "لا نعتبر أنفسنا بعيدين عما يقع من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والرجال في فلسطين، وما نقوم بها من تضامن مع أشقائنا هو أمر طبيعي لأن مصيرنا واحد، وتقديم الدعم للفلسطينيين أول الأولويات بالنسبة لنا. دعونا إلى وقفة مركزية في الرباط، استجاب لها المئات من المغاربة الذين أعلنوا تضامنهم مع المقاومة الفلسطينية، وامتد التضامن إلى وقفات نظمت في أكثر من 40 مدينة مغربية، نختمها بالمسيرة المليونية التي دعونا إليها، ونعتقد أن كل هذا غير كاف مع استحضار نتائج الحرب التدميرية لجيش الاحتلال على غزة".
ويلفت العسري إلى أن "معركة طوفان الأقصى أظهرت وجود هوة واسعة بين الشعوب العربية وأنظمتها، إذ رأينا كيف هبت الشعوب للتضامن مع الفلسطينيين ودعمهم، بينما جاءت مواقف الأنظمة محدودة، بل إن بعضها كان بمثابة العار على أصحابه مقارنة بالتأييد الواسع والدعم الأميركي والغربي للتقتيل الوحشي الذي تنفذه إسرائيل في قطاع غزة".
ويقول الطالب إسماعيل المكاوي (23 سنة) لـ"العربي الجديد": "عبر الشعب المغربي بمختلف شرائحه عن وقوفه الكامل غير المشروط إلى جانب أشقائه الفلسطينيين، وحقهم في المقاومة المشروعة ضد المحتل الإسرائيلي. ما يعيشه الفلسطينيون من ظلم واغتصاب للحقوق وانتهاك للحرمات والمقدسات، وتمييز عنصري، وحصار وتجويع لا يمكن بأي حال السكوت عنه. المغاربة احتفوا بما حققه المقاومون في هجومهم على المستوطنات، وعلى ثكنات جيش الاحتلال، لأن ما وقع ضرب نظرية تفوق الصهاينة، وكشف حقيقة أسطورة الجيش الذي لا يقهر، كما أثبت أن المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة حقوق الفلسطينيين".
بدوره، يقول سعيد إمامي (65 سنة) لـ"العربي الجديد": "نشعر بالفخر إزاء ما حققته المقاومة، وتأييدنا لها أمر أصيل، فالشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية إحدى قضاياه الأساسية. نفرح لفرح الفلسطينيين ونتألم لألمهم، ولن نتخلى عنهم في مسعاهم لمواجهة انتهاك حقوقهم. مقاومة الاحتلال حق مشروع بمقتضى الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، ولن تجد مغربي يعارض ذلك، ففي ظل وجود دولة عنصرية تمارس الإرهاب والتقتيل بشكل يومي على مرأى ومسمع من العالم، وبدعم من الدول الغربية بقيادة أميركا، ليس من سبيل لاسترجاع الحقوق سوى المقاومة".
ويقول رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد": "الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، ويخرج في كل المدن والبلدات من أجل التضامن مع الفلسطينيين ودعمهم. المغاربة على كلمة واحدة مفادها أن فلسطين أمانة والتطبيع خيانة، وطوفان الأقصى سيحرر فلسطين وبقية الأراضي العربية، وسيسقط التطبيع، والخزي والعار للمطبعين والعملاء الذين يكشفون عن وجوههم البشعة لمن لم يعرفهم بعد".