قررت الحكومة المغربية، الخميس، تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية، المفروضة في البلاد منذ 20 مارس/آذار من العام الماضي، لمدة شهر إضافي، وذلك بالتزامن مع تحذير من انتكاسة وبائية جديدة في "حال استمرار لامبالاة المواطنين واستهتارهم وعدم تقيدهم بالإجراءات الوقائية والحاجزية".
وقرّر مجلس الحكومة الذي انعقد يوم الخميس، في الرباط، تمديد حالة الطوارئ الصحية لشهر إضافي، لغاية 10 أغسطس/آب المقبل، وذلك في إطار جهود المملكة المغربية المبذولة لمكافحة تفشي كورونا.
وكشفت الحكومة، عقب انعقاد مجلسها الأسبوعي، عن المصادقة على مشروع المرسوم الذي قدّمه وزير الداخلية، ويقضي بتمديد مدّة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية في سائر أرجاء التراب الوطني، من السادسة من مساء 10 يوليو/تموز الجاري ولغاية السادسة من مساء 10 أغسطس المقبل.
وتسمح مقتضيات مشروع هذا المرسوم، للسلطة الحكومية المكلّفة بالداخلية، اتخاذ كلّ التدابير المناسبة على الصعيد الوطني، بما يتلاءم مع هذه المعطيات، بالإضافة إلى إعطاء ولاة الجهات وعمّال العمالات والأقاليم (المحافظات)، صلاحية اتخاذ جميع التدابير التنفيذية اللازمة، لحفظ النظام العام الصحي على مستوى عمالة أو إقليم أو جماعة أو أكثر.
وكانت الحكومة قررت في 20 مايو/أيار الماضي تخفيف مدة حظر التنقل الليلي وتقييد حركة المواطنين، ليصبح من الساعة 11 ليلاً إلى الساعة 4.30، بعدما كان من الساعة 20 إلى الساعة 6 صباحاً، غير أن الأسابيع الماضية عرفت ارتفاعاً لافتاً في عدد الإصابات والحالات الخطرة، ما دفع السلطات الصحية إلى إصدار تحذيرات متتالية من وقوع انتكاسة وبائية جديدة في حال استمرار لامبالاة المواطنين واستهتارهم وعدم تقيدهم بالإجراءات الوقائية والحاجزية.
واعتبرت وزارة الصحة، في بيان لها، أمس الأربعاء، أن الوضع مقلق وأنه يأتي في سياق رفع القيود عن السفر الدولي، وإعادة استئناف الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية مع الرفع المتقدم لقيود الحجر الليلي والتنقلات الداخلية.
وقالت إنه "لتجنب اللجوء إلى تشديد الإجراءات، فإن وزارة الصحة تحذر المواطنات والمواطنين من الاستهانة بهذا الخطر المحدق ببلادنا، خاصة بعد ظهور حالات إصابة بالسلالات المتحورة سريعة الانتشار والعدوى، حيث سجلت منظومة اليقظة الجينومية مجموعة من الحالات الناتجة عن السلالات المتحورة لفيروس السارس كوف من بينها 43 حالة ناتجة عن المتحور دلتا في أربع جهات بالمغرب".
إلى ذلك، أبدى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الخميس، أسفه الشديد لارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وعدد الحالات الحرجة، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، مما يستدعي توخي أقصى ما يمكن من الحيطة والحذر.
وأوضح العثماني في كلمة افتتاحية له بالمجلس الحكومي، أن الحكومة كانت قد قررت عقد اجتماعات المجلس الحكومي عن بعد، من أجل إعطاء إشارة لجميع المواطنات والمواطنين، بضرورة رفع درجة الحيطة والحذر والأخذ بالإجراءات الاحترازية الضرورية، وعدم التساهل بشأنها، كما هو الشأن مع الأسف في بعض الأوساط وبعض المناطق التي تعرف نوعا من التراخي.
ومساء الخميس، أعلنت وزارة الصحة المغربية عن تسجيل 1336 إصابة جديدة بكورونا، مقابل 706 حالات تعاف و5 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للإصابات بالمملكة إلى 538 ألفا و589 منذ الإعلان عن أول إصابة في 2 مارس/ آذار من العام الماضي، ومجموع حالات التعافي 522 ألفا و377 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 1، 97%، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 9346 وفاة، بنسبة إماتة قدرها 7، 1%.
وحسب النشرة اليومية لوزارة الصحة حول الوضع الوبائي، فقد بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة 33 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 282 منها 12 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و148 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19 فيصل إلى 8.9%.