المنظمة الدولية للهجرة: الوضع في السودان وصل إلى انهيار كارثي

13 اغسطس 2024
مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور حيث أُعلنت المجاعة، السودان، 1 أغسطس 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الوضع الإنساني الكارثي في السودان**: السودان يشهد انهيارًا إنسانيًا نتيجة الحرب المستمرة منذ 16 شهرًا، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. نصف مليون نازح في مخيم زمزم يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية.

- **تفاقم الأوضاع بسبب الفيضانات**: الأمطار والفيضانات زادت من سوء الأوضاع الإنسانية، حيث نزح أكثر من 20 ألف شخص منذ يونيو. من المتوقع أن يواجه نحو 25.6 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.

- **دعوات لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات**: برنامج الأغذية العالمي حذر من تفشي المجاعة، مشددًا على ضرورة الوصول إلى جميع المناطق. الوضع يتدهور بصورة خطرة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا.

أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنّ الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "انهيار كارثي" من جرّاء الحرب المتواصلة منذ نحو 16 شهراً. وفي بيان أصدرته اليوم الاثنين، تناولت الوكالة التابعة للأمم المتحدة "المجاعة والفيضانات والتحديات التي تواجه ملايين الأشخاص الذين يكافحون من أجل التكيّف مع أكبر أزمة نزوح في العالم، بعد 16 شهراً من صراع وحشي في السودان".

ولفتت المنظمة إلى أنّ المجاعة تفشّت في مخيم زمزم، الواقع على مقربة من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، غربي البلاد، مبيّنةً أنّه يؤوي نصف مليون نازح ويُسجَّل فيه شحّ كبير بالمواد الغذائية، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع معدّلات سوء التغذية والوفيات الناجمة عن ذلك. وأضافت أنّ "جميع النازحين داخلياً تقريباً، في كلّ أنحاء السودان، يعيشون في مناطق تعاني من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، أو ما هو أسوأ". وأوضحت المنظمة أنّ "النزوح يتزايد، إذ يسعى أكثر من 10.7 ملايين شخص إلى العثور على الأمان في داخل البلاد، وقد أدّى الصراع في ولاية سنّار (جنوب شرق) وحدها إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص في الشهر الماضي (يوليو/ تموز)".

وبشأن الفيضانات، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنّ الأمطار والفيضانات الناجمة عنها زادت الأمر سوءاً، إذ أدّت إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ يونيو/ حزيران الماضي في 11 ولاية من ولايات السودان البالغ عددها 18، كذلك جرفت السيول البنية الأساسية الحيوية، الأمر الذي تسبّب في تعطيل عمليات توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية بصورة أكبر.

وحذّرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة من أنّ "على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقّع أن يواجه ما يُقدَّر بنحو 25.6 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، مع توسّع الصراع". وقد نقلت عن مديرها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان البلبيسي قوله "لا شكّ في أنّ هذه الظروف سوف تستمرّ وتزداد سوءاً في حال تواصل الصراع والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية" إلى من يحتاجها. أضاف البلبيسي: "لقد وصلنا إلى نقطة الانهيار، نقطة كارثية ومأساوية".

برنامج الأغذية العالمي: الوقت ينفد في السودان

تجدر الإشارة إلى أنّ الفيضانات المتسبّبة في خسائر فادحة تأتي متزامنة مع استمرار المعاناة في السودان، من جرّاء الحرب المتواصلة ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023. فهذه الحرب خلّفت نحو 18 ألفاً و800 قتيل فيما هجّرت نحو 10 ملايين في داخل البلاد وإلى خارجها، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وقد تزايدت الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، من جرّاء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتدّ إلى 13 ولاية من أصل 18 في البلاد.

وفي هذا السياق، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أنّ "الوقت ينفد بالنسبة إلى ملايين الأشخاص في كلّ أنحاء السودان"، مشدّداً "نحن في حاجة إلى الوصول إلى كلّ المناطق من أجل منع المجاعة من التفشي". وأشار البرنامج الأممي، في تدوينة على موقع إكس اليوم، إلى أنّه "يقدّم مساعدات غذائية حيوية للأشخاص الذين يواجهون الجوع الكارثي في ولاية شمال كردفان (جنوب)".

ووسط تدهور الأوضاع أكثر فأكثر في السودان، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحتاجها. وفي هذا الإطار، بيّنت المتحدثة باسم البرنامج في السودان لينا كينسلي أنّ البلاد تشهد "أزمة الجوع الكبرى في العالم"، شارحةً أنّ نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، يعانون من الجوع. وأكدت أنّ الوضع يتدهور بصورة خطرة وأنّه يتطلب تدخّلاً عاجلاً.

وتكثر المخاوف من تفشّي المجاعة في السودان الذي يعاني من أزمة إنسانية بلا حدود، وذلك بعد الإعلان عن رصد ظروف المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور. فلجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة كانت قد خلصت، في الأول من أغسطس/ آب الجاري، إلى أنّ الحرب في السودان تسبّبت في مجاعة بمخيم زمزم وأنّ ظروفاً مماثلة تُسجَّل ربّما في أماكن أخرى بالمنطقة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون