الموقد وسيلة صمود نازحات سوريات أمام قسوة الحياة

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
13 ديسمبر 2021
احتراق المواد البلاستيكية
+ الخط -

فضلّت النازحة السورية حواء من ريف حلب، العيش مع أضرار الدخان الناتج عن احتراق المواد البلاستيكية بدلاً من العيش من دون نار تلبّي احتياجات عائلتها المكوّنة من أربعة أبناء وبنات وأربعة أحفاد من ابنتها الأرملة.

من الطين والحجارة، بنت حواء موقدها إلى جانب خيمتها على أطراف مدينة إدلب شمال غربي سورية، لتشعل فيه كلّ ما هو قابل للاحتراق من أحذية مهترئة وعلب بلاستيكية وأكياس نايلون وكرتون وغيرها، وبالتالي صار هذا الموقد المصدر الوحيد لإعداد الطعام وتسخين المياه للاستحمام وغسل الملابس.

وحواء لم ترحمها الحياة. هي لا تملك أيّ دخل سوى ليرات تحصّلها ابنتاها من جرّاء العمل في أراضٍ زراعية مجاورة، فتشتري بها الخبز وبعض الخضار لتسدّ رمق أفراد عائلتها.

تقول حواء لـ"العربي الجديد ": "أنا مريضة وأعاني من التهابات صدرية بسبب الدخان المتصاعد من الموقد، لكنّه ليس في اليد حيلة، إذ لا يمكن شراء الحطب"، لافتة إلى أنّ "مذاق الشاي والطعام سيّئ كرائحة دخان الموقد الذي يشتكي أبنائي منه".

ومثل هذ الموقد مألوف في مخيمات الشمال السوري، فيشعل البعض الحطب فيه، ليكتفي آخرون بإشعال ما يجمعونه من مخلفات من الطرقات والأراضي الزراعية. وتعمد النازحات السوريات إلى ذلك بعد ارتفاع سعر إسطوانة الغاز، وسط ظروف اقتصادية صعبة جداً وتردّي الأوضاع المعيشية.

من جهتها، تجمع عيدة الحمدي على الرغم من تقدّمها في السنّ، إذ تبلغ من العمر 85 عاماً، ما تستطيع من أعواد ومخلّفات لتشعلها في موقدها. وذلك يأتي في إطار قسوة الحرب السورية، فتزيد معاناتها بعدما تهجّرت من بيتها في خان شيخون. وتقول عيدة لـ"العربي الجديد" إنّها تلتقط "كلّ عود قابل للاحتراق، بالإضافة إلى مخلفات الأغنام". تضيف: "أما بالنسبة إلى الغاز، فقد نسيته نظراً إلى ارتفاع ثمنه"، مؤكدة أنّه "على الرغم من أضرار هذه النار فأنا سعيدة بها".

تفيد الإحصاءات الأخيرة لفريق "منسقو استجابة سورية" أنّ عدد المخيمات في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في شمال غربي سورية وصل إلى 1293 مخيماً، منها 382 مخيماً عشوائياً. وتلك الأخيرة هي الأكثر عرضة إلى الضرر والتأثّر بالأحوال الجوية السيئة، نظراً إلى أنّها بمعظمها قائمة على أراضٍ زراعية أو مناطق تهدّدها السيول.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
الصورة
اختفى ولدا جورية دون ذنب (العربي الجديد)

مجتمع

لا تنحصر التأثيرات السلبية لجريمة الإخفاء القسري في البعد الجسدي للشخص عن عائلته، والحالة التي يُترك فيها أحباؤه، بل يضرب النسيج الاجتماعي أيضاً.
الصورة
الكفيف السوري حسن أحمد لطفو، أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

نال كفيف سوري الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، أخيراً، بعد انقطاع عن التعليم دام 14 عاما، منذ بداية الثورة السورية، إذ تعرض لإصابة حرب عام 2016
المساهمون