جدّد النظام السوري، الأحد، دعوته اللاجئين للعودة إلى سورية، على خلفية إحراق مخيم في المنية، شمالي لبنان، على يد شبان لبنانيين بعد خلاف مع عدد من العمال السوريين المقيمين في المخيم.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، عن مصدر في وزارة الخارجية، أن "سورية تهيب بالقضاء اللبناني والأجهزة الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الحادث، وتأمين الحماية والرعاية للمهجرين السوريين"، معربا عن "الأسف الشديد للحريق الذي تعرض له المخيم، ما أدى إلى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى".
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين تقدر الحكومة اللبنانية عددهم بنحو 1.5 مليون لاجئ.
ويستغل النظام السوري هذه الحوادث لدعوة مئات آلاف اللاجئين، الذين فروا من القصف والقتل والاعتقال بعد اندلاع الثورة في 2011، إلى العودة، وعَقد الشهر الماضي في العاصمة دمشق، وبرعاية روسية، مؤتمراً تحت شعار عودة اللاجئين، لكنّ المؤتمر قوبل بمقاطعة دولية.
ورغم الدعوات المتكررة التي يطلقها النظام لعودة اللاجئين، إلا أنها لا تلقى استجابة، إذ لا يأمن اللاجئون على حياتهم في حال العودة، كما تكررت تحذيرات أممية وأوروبية للاجئين من خطورة العودة بسبب العقوبات التي يفرضها النظام على المعارضين، وملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية، وإخضاعهم للتجنيد الإجباري، فضلا عن تردي الواقع المعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرته.