مرّة جديدة تُغطّي النفايات شوارع بيروت ومناطق لبنانية عدّة على خلفية الإضراب الذي يُنفذّه عمال شركتي "رامكو" و"سيتي بلو"، منذ مطلع الأسبوع، احتجاجاً على التأخّر في دفع رواتبهم، في خطوة يلجؤون إليها لرفع الصوت عالياً وتأكيد عدم قدرتهم على الصمود في ظلّ تردي الأوضاع المعيشية والغلاء المستمرّ، على الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار.
وتتذرع أوساط شركة "رامكو" (مكلّفة جمع النفايات في المتن وكسروان وبيروت)، بأنّ مصرف لبنان (البنك المركزي) لم يدفع مستحقاتها المتراكمة منذ أكثر من شهرين.
ولم تحرّر وزارة المالية، منذ مارس/آذار2021، مستحقات شركة "سيتي بلو" (مكلفة بجمع النفايات في بعبدا عاليه والشوف) ولم تصل بالتالي إلى البنك المركزي عدا عن أزمة الدولار والقيود المصرفية على السحوبات بما فيها بالليرة اللبنانية وكذلك المتصلة بسعر صرف الشيكات، مع الإشارة إلى أنّ وزارة المالية أكدت أنّ كل المراسيم العالقة لديها سبق أن وقّعت، نائيةً بنفسها عن المسؤولية.
ويؤكد رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام، لـ"العربي الجديد"، أنّ رفع النفايات استؤنف نتيجة جولة المشاورات التي أجراها وزير البيئة ناصر ياسين مع الشركتين غير القادرتين على دفع رواتب العاملين نتيجة الأزمة النقدية، وكذلك أزمة مصرف لبنان والقيود على السحوبات التي تحول دون سحب مبالغ مالية مرتفعة كما يجب لدفع الرواتب، عدا عن الخسائر التي تتكبدها الشركتان ربطاً بهذه العوامل.
وتقرّر دفع جزء من رواتب العمّال، على أن تُعطى الدفعة الثانية بعد أن يقوم مصرف لبنان بدفع المستحقات، ووزير البيئة أخذ على عاتقه حلّ هذه المشكلة مع المعنيين، وفقاً لدرغام.
في المقابل، يأسف درغام للتعامل مع الملف بطريقة "الترف" بينما هو من أهم المواضيع التي يجب أن تعالج بسرعة نظراً لتداعياتها وتأثيراتها السلبية المتعددة ولا سيما الصحية والبيئية، حيث إنّ هذه الأزمة تعود لتطل برأسها كل فترة نتيجة أساليب الحل المعتمدة والتي تبقى دائماً مؤقتة.
من جهة ثانية، أثار درغام أزمة أساسية تتمثل في الكنس بحيث وصل إلى البلديات كتاب رسمي في 22 يناير/كانون الثاني الماضي يضع هذه المهمة على عاتقها، مع "العلم أنّ الكتاب صادر في الأول من يناير، وكان يجب إحاطتنا به قبل إصداره والكنس توقف في الشوارع منذ فترة"، كما يقول.
وشدد درغام على أنّ "البلديات لا قدرة لها مالياً على تولي الكنس، وقد تدخلت حالياً وعملت أيضاً على تنظيف مجاري الصرف الصحي من النفايات العالقة فيها كي لا تطوف الطرقات في ظلّ الطقس العاصف، ولكنها طلبت إحالة الملف إلى مجلس الإنماء والإعمار كما تمنت من المواطنين عدم رمي النفايات في الشارع".