وسّع الهلال الأحمر التونسي حزمة التكفل بالطلبة الفلسطينيين في تونس، لتشمل أصيلي الضفة والمناطق غير المشمولة بالحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد توقف التحويلات التي كانوا يتلقونها من أسرهم، مع توسع العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومنذ بدء العدوان على غزة، أطلقت السلطات التونسية مبادرة تحت رعاية الهلال الأحمر بالتكفل الشامل بالطلبة الغزيين وإعفائهم من دفع تكاليف السكن في الأحياء الجامعية، إلى جانب توفير الرعاية النفسية والصحية لمن أصيبـوا بالصدمـات عقب فقدان ذويـهم. لكن توقّف التحويلات المالية من كافة الأراضي الفلسطينية وسّع دائرة التكفل لتشمل 503 طلاب فلسطينيين يدرسون في الجامعات التونسية.
وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر التونسي، بثينة قراقبة، إن "تغيّر الظروف على الأرض في فلسطين استدعى إجراء توسيع في تدابير التكفل بالطلبة الذين توقفت التحويلات لفائدتهم من قبل ذويهم، وإدراجهم مباشرة في قائمة المنتفعين بالدعم المالي، لمساعدتهم على مواصلة دراستهم في أفضل الظروف".
وأكدت قراقبة لـ"العربي الجديد" أن "الهلال الأحمر التونسي سيصرف التحويلات لفائدة 317 طالبا بقيمة 400 دينار شهريا، أي نحو 135 دولارا، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف المنحة الجامعية التي يحصل عليها الطلبة التونسيون، إلى جانب توفير طرود غذائية شهرية".
منحة الهلال الأحمر ستمتد إلى 6 أشهر
وأضافت "تم تحديد قيمة المنحة بناء على تقدير قيمة المصاريف الشهرية التي يحتاج إليها الطالب الواحد"، مشيرة إلى أن "الطلاب كانوا يحصلون على تحويلات شهرية من عائلاتهم في قطاع غزة قبل بدء العدوان، تتراوح قيمتها ما بين 100 و150 دولارا".
وأوضحت أن الهلال الأحمر التونسي "استكمل إجراءات التحويل لقائمة المنتفعين الذين قدّموا الوثائق والبيانات المتعلقة بهم، لكن القائمة تظل مفتوحة لتشمل 503 طلاب من المعنيين بحزمة الدعم".
وأشارت المتحدثة باسم الهلال الأحمر التونسي إلى أن "هذا الدعم سيمتد لستة أشهر إلى حين انتهاء السنة الجامعية، مع إمكانية تمديدها لفترة إضافية إذا استمر تعذر تحويل الأموال من فلسطين".
ورغم أهمية الدعم المالي لفائدة الطلبة الفلسطينيين، قالت قراقبة إن "حزمة الدعم تشمل أيضا الرعاية الصحية والنفسية لفائدة طلبة أصيبوا بصدمات بعد استشهاد ذويهم"، معتبرة أن "الرعاية النفسية من قبل مختصين كانت مهمة جدا بالنسبـة إليهم لتجـاوز الظرف الصعـب الذي يعيشـونه".
ويتوزع غالبية الطلاب الفلسطينيين المسجلين في جامعات تونسية على مؤسسات تعليم في العاصمة تونس ومحافظات سوسة والمنستير وصفاقس.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، على هامش زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تونس، رفع عدد المنح والمقاعد الدراسية المخصصة للطلاب الفلسطينيين في جامعات البلاد.
وحول إمكانية استقبال تونس لدفعة ثالثة من الجرحى الفلسطينيين، أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر أن "تونس حريصة على استقبال دفعات جديدة من الجرحى، غير أن تجدد العدوان ما بعد الهدنة جعل مهمة إجلاء الجرحى أمرا صعبا، ما أجّل إجراءات نقل دفعة جديدة من المصابين نحو تونس".