سجّلت الولايات المتحدة الأميركية عدداً قياسياً من الوفيات نتيجة جرعات مخدّرات زائدة في عام 2021، وقد تخطّى 107 آلاف وفاة، أي بزيادة قدرها 15 في المائة مقارنة بالعام الذي سبق، بحسب ما ذكرت السلطات الصحية في البلاد يوم الأربعاء.
وتدلّ هذه البيانات على أنّ شخصاً واحداً يموت من جرعة زائدة كلّ خمس دقائق في البلاد. وقد نجمت في العام الماضي أكثر من 70 ألفاً من هذه الوفيات عن جرعة زائدة من مسكنات الألم الأفيونية الصناعية، خصوصاً الفنتانيل شبيه المورفين، وفقاً للأرقام الأولية التي نشرها المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).
كذلك سجّلت بيانات المركز زيادة بنسبة 23 في المائة في الوفيات بالجرعات الزائدة نتيجة تعاطي الكوكايين، وزيادة بنسبة 34 في المائة نتيجة تعاطي مخدّر الميثامفيتامين وغيره.
وهذه المرّة الأولى التي يتمّ فيها تجاوز العتبة الرمزية البالغة 100 ألف وفاة في خلال عام واحد. لكنّ الزيادة البالغة 15 في المائة المسجّلة في عام 2021 أقلّ من الزيادة البالغة 30 في المائة والتي سُجّلت بين عامَي 2019 و2020. يُذكر أنّ الزيادة الكبرى في عام 2021 رُصدت في ألاسكا، حيث ارتفع عدد الوفيات بأكثر من 75 في المائة.
تجدر الإشارة إلى أنّ الخبراء في المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها يعيدون تفاقم أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة الأميركية إلى أزمة كورونا الوبائية التي زادت من عزلة بعض السكان.
وفي سياق متصل، صرّحت مديرة المعهد الوطني لمكافحة المخدّرات في الولايات المتحدة الأميركية نورا فولكو بأنّ الأرقام الأخيرة "صادمة حقاً". يأتي ذلك في حين أصدر البيت الأبيض بياناً يصف فيه تسارع وتيرة الوفيات بسبب جرعة زائدة من المخدّرات بأنّه "غير مقبول"، داعياً إلى تبنّي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدّرات التي كان قد أعلن عنها سابقاً.
يُذكر أنّه في نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت حكومة جو بايدن عن خطة عمل لمكافحة هذه الأزمة، داعية كذلك إلى اتّخاذ إجراءات من قبيل ربط مزيد من الناس بالعلاج لرعاية الأشخاص المدمنين بالإضافة إلى مكافحة تهريب المخدّرات والاتّجار فيها وتسهيل الوصول إلى أدوية تمنع وقوع وفيات نتيجة الجرعات الزائدة، من بينها عقار نالوكسون الذي يُستخدَم لحجب تأثيرات أشباه الأفيونات (من قبيل الفنتانيل).
تجدر الإشارة إلى أنّ نسب الوفيات من جرّاء الجرعات الزائدة تزداد سنوياً في الولايات المتحدة، منذ أكثر من عقدَين. وقد بدأت الزيادة في تسعينيات القرن الماضي مع مخدّرات من بينها مسكنات الألم الأفيونية، وتبعتها موجات وفيات بسبب أنواع أخرى من المخدّرات من قبيل الهيروين، قبل أن يظهر الفنتانيل أخيراً.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)