استمع إلى الملخص
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 37 طالباً من طلاب الثانوية في الضفة الغربية، في سياق استهداف التعليم الفلسطيني، مع استشهاد 430 طالباً في غزة و20 من الضفة خلال العام الدراسي، مما يبرز تأثير الصراع على التعليم.
- حوالي 1100 طالب فلسطيني من غزة أدوا امتحان الثانوية في مصر، في إظهار لإصرار الفلسطينيين على التعليم رغم الصعاب، مع تأكيدات على أهمية التعليم في بناء مستقبل الشعب الفلسطيني وضرورة تعويض المحرومين من الامتحانات.
بدأ نحو 50 ألف طالب وطالبة، اليوم السبت، اختبارات الثانوية العامة "التوجيهي" بمحافظات الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية في الخارج، بينما حرمت الحرب الإسرائيلية المدمرة طلاب قطاع غزة، البالغ عددهم 39 ألفاً، من أداء الاختبارات. كما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 37 طالباً من طلاب الثانوية العامة من الضّفة الغربية في سجونه.
طلاب الثانوية العامة رهن الاعتقال
وقال نادي الأسير الفلسطينيّ إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ تواصل اعتقال 37 طالباً من طلبة الثانوية العامة من الضّفة في سجونه، وذلك بحسب معطيات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، هذا عدا عن مئات حالات الاعتقال والاحتجاز بين صفوف الطلبة من المدارس والجامعات، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني.
ولفت نادي الأسير، في بيان له، إلى أنّ حالات الاعتقال تشمل من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أفرج عنه لاحقًا، مشيراً إلى أنّ هذا المعطى لا يشمل طلاب غزة الذين تعرضوا للاعتقال، ومنهم ما يزال معتقلاً، وهم رهن الإخفاء القسري في سجون الاحتلال ومعسكراته.
وأكد نادي الأسير أنّ الاحتلال استهدف الطلبة على مدار عقود طويلة، في إطار سياسة ممنهجة استهدف الاحتلال من خلالها المسيرة التعليمية الفلسطينية، عبر جملة من الأدوات والسياسات، والتي تشكّل جزءاً من استهداف الوجود الفلسطينيّ وعمليات المحو، حيث تأتي حملات الاعتقال المستمرة إلى جانب استشهاد 430 من طلاب الثّانوية العامة في غزة، و20 آخرين من الضّفة خلال العام الدراسي الحالي.
ويتعرض الطلبة في سجون الاحتلال "إلى جانب الحرمان من التّعليم، واقتلاعهم من بين أحضان عائلاتهم، ومحاولة سلبهم مستقبلهم، فإنه يفرض عليهم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية كل الإجراءات الانتقامية الممنهجة، ومنها عمليات التّعذيب، والتّنكيل، والاعتداءات بكل أشكالها، كما كل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الذين يواجهون جرائم -غير مسبوقة- بمستواها".
وجدد نادي الأسير مطالبته بضرورة فتح تحقيق بإشراف دولي بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته، بوصفها وجهاً من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك على الرغم من الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها، أمام الجرائم والفظائع التي مارسها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة حتى اليوم.
حرمان 39 ألف طالب في غزة من امتحانات الثانوية العامة
من جانبه، قال الناطق باسم وزارة التربية الفلسطينية صادق الخضور إن امتحانات الثانوية العامة تُجرى هذا العام في ظروف غاية في التعقيد، لافتاً إلى أن "450 طالباً كان من المفترض أن يتقدموا للثانوية العامة قتلهم الجيش الإسرائيلي، بينهم 430 طالباً في قطاع غزة، و20 في الضفة الغربية"، مشيراً لـ"الأناضول" إلى أن 50 ألف طالب في الضفة الغربية تقدموا للامتحانات الثانوية العامة، بينما حرم 39 ألف طالب في قطاع غزة من الامتحانات جراء العدوان الإسرائيلي.
وانطلقت الاختبارات بمادة التربية الإسلامية في تمام الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (6:00 بحسب توقيت غرينتش)، فيما تتواصل لمدة 18 يوماً. وبحسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، يشارك في الاختبارات 50 ألفاً و97 من طلاب مدارس الضفة الغربية والخارج. ويشمل هؤلاء 216 من طلاب المدارس الفلسطينية الخمس خارج الوطن الموجودة في تركيا وقطر ورومانيا وبلغاريا وروسيا، إضافة إلى 1119 من طلاب غزة الذين غادروا القطاع إلى خارج الوطن، ويتوزعون على 29 دولة، بحسب الأناضول.
1100 طالب فلسطيني يؤدون امتحانات الثانوية في مصر
وفي مصر، أدى قرابة 1100 طالب فلسطيني قادم من قطاع غزة امتحان الثانوية العامة اليوم السبت، للمرة الأولى، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار سفير دولة فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، خلال جولة تفقدية على لجان الامتحانات، إلى أن "إقامة الامتحانات لهذا العدد من أبنائنا وفي ظروف كهذه يجسد انتصاراً لإرادة الشعب الفلسطيني رغم المحن وخسائر القطاع التعليمي البشرية والبنيوية، ويعد رسالة حول تشبث شعبنا بمستقبل أبنائه وحرصه على بناء غدٍ مشرق"، مشيراً إلى أن حرمان 39 ألف طالب ثانوية عامة من أبناء قطاع غزة "يمثل خسارة من نتائج هذه الحرب، والذي ستعمل كل أطر دولة فلسطين ومؤسساتها لإيجاد حلول لتعويض هذه الخسائر والمحافظة على حقوقهم وفرصهم في استكمال مسيرتهم التعليمية".
بدوره، قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى، في كلمة له خلال تفقد امتحانات الثانوية العامة في محافظة الخليل: "أطلقنا امتحانات الثانوية العامة لهذا العام من مدينة الخليل لأهميتها، وهي رسالة بأن التعليم هو سلاحنا الأول في مواجهة الاحتلال وتحقيق الاستقلال، تمسكنا بالتعليم هو حبل النجاة الذي من خلاله نستطيع أن نتحدى كل الصعاب"، مضيفاً "يحرم الاحتلال 39 ألف طالب من تقديم امتحانات الثانوية العامة نتيجة استمرار العدوان على قطاع غزة، ووزارة التربية والتعليم تبذل كل الجهود من أجل تعويضهم خلال الفترة القادمة".
ومع انطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، جرى تعليق الدراسة في مدارس القطاع وجامعاته؛ حفاظاً على حياة الطلبة في ظل القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف، إذ دمرت الحرب الإسرائيلية حتى 17 يونيو/ حزيران الجاري 110 مدارس وجامعات تدميراً كلياً، و321 مدرسة وجامعة جزئياً، في حين أودت بحياة أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وتُعد السنة النهائية للمرحلة الثانوية مفصلية في حياة الطالب، إذ يتحدد بناءً عليها مستقبله الجامعي وتخصصه، لذلك يهتم بها الأهالي والطلاب كثيراً ويتجهزون لها جيداً.