في مؤشر جديد على بدء تعافي مناطق سهل نينوى، ذات الغالبية العربية المسيحية شمال وشمال غربي الموصل، ذكر مسؤولون في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل لـ"العربي الجديد"، إن امرأة انتُخبت لمنصب مدير ناحية القوش إحدى بلدات سهل نينوى المحررة من قبضة تنظيم "داعش" مطلع العام الماضي، بحملة عسكرية واسعة لبغداد مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال قائمقام قضاء تلكيف ذي الغالبية المسيحية، باسم يعقوب لـ"العربي الجديد"، "إن مجلس ناحية القوش التابعة لقضاء تلكيف صوّت بالإجماع على انتخاب لارا يوسف مديرة لناحية القوش"، مبيناً أن "يوسف ستتولى إدارة البلدة بشؤونها المختلفة".
وتقع بلدة القوش التي تتبع قضاء تلكيف إدارياً على بعد 40 كيلو متراً شمالي مدينة الموصل، على سلسلة جبلية تفصل محافظتي نينوى ودهوك، وتسكنها غالبية مسيحية. وتضم عدداً من أقدم كنائس والأديرة في العالم، ويعود تاريخها إلى العصر الآشوري الأول.
ووفقاً لتقارير منظمات محلية عراقية، فإن عودة طوعية تتزايد نحو مناطق سهل نينوى، وتبشر بعودة الحياة لبلدات مسيحية هجرها أهلها بعد حصول كثيرين منهم على حق اللجوء في دول أوروبية مختلفة.
في المقابل، قالت لارا يوسف، المديرة الجديدة لناحية القوش، إن "هدفها خدمة المواطنين"، متعهدة بأن تكون "خادماً لهم بإذن الله، وأسعى لإيصال مشاكل ومطالب المواطنين إلى محافظ نينوى"، وفقاً لتصريحات أدلت بها لموقع إخباري محلي يُعنى بشؤون مناطق شمال العراق المحررة.
وأكد رئيس مجلس ناحية القوش، سليمان حجي رشو، أن "محافظ نينوى أعلن فتح باب الترشح لمنصب مدير ناحية القوش وفقاً لسبعة شروط، وفي غضون 15 يوماً، رشحت لارا يوسف نفسها لمنصب مدير الناحية وحدها. وإن انتخابها جاء بديلاً للمدير السابق فائز عبد، الذي تولى مهام مدير الناحية مدة 50 يوماً ولم يباشر مهامه، ما تسبب بفراغ إداري في الناحية، لذا طالبنا مجلس محافظة نينوى بضرورة انتخاب مدير جديد لها".
وتعرَّض المسيحيون لواحدة من أسوأ حملات التهجير على يد إرهابيي تنظيم "داعش" منتصف عام 2014 في مناطق الموصل وسهل نينوى وبلدات أخرى من شمال العراق. وبحسب إحصائية للأمم المتحدة، انخفض عدد المسيحيين في العراق من مليون و500 ألف شخص إلى ما بين 200 و300 ألف.