استمع إلى الملخص
- **إحصائيات المساعدات الإنسانية وتأثيرها**: منذ بداية التفويض الأخير لمعبر باب الهوى، دخلت 241 شاحنة أممية إلى شمال غرب سوريا. دعا "فريق منسقو استجابة سوريا" إلى خطة تضمن إدخال المساعدات لمدة 12 شهرًا لمنع تحكم روسيا والنظام السوري في الملف الإنساني.
- **تأثير نقص التمويل على النازحين**: أدى انخفاض المساعدات إلى تدهور الأوضاع في مخيمات الشمال السوري، حيث يعاني أكثر من 918 مخيمًا من نقص المساعدات، مما أثر على خدمات الإصحاح والتعليم والصحة والمساعدات الغذائية.
شهد العام الحالي انخفاضًا متتاليًا في المساعدات الإنسانية للشمال السوري الواردة عبر الحدود، بسبب نقص التمويل الذي تعانيه المنظمات الإنسانية، وسط تفاقم الاحتياجات الإنسانية في منطقة شمال غرب سورية، حيث يعاني النازحون البطالة وعدم توفر فرص العمل، مع بقاء أيام قليلة على توقف دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى الحدودي.
ووفق بيان صدر، اليوم السبت، عن "فريق منسقو استجابة سوريا"، ينتهي دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى في 11 يوليو/تموز، في حين تنتهي صلاحية معبري (الراعي، باب السلامة) في منتصف أغسطس/آب. وهما معبران مخصصان لدخول المساعدات الإنسانية الخاصة بمتضرري الزلزال، على خلاف معبر باب الهوى، المخصص لدخول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود.
معبر باب الهوى يستقبل241 شاحنة أممية
ووفق بيان الفريق، بلغ عدد الشاحنات الأممية التي دخلت إلى شمال غرب سورية 241 شاحنة منذ بداية التفويض الأخير للمعبر، حيث قدمت المنظمة الدولية للهجرة 37 شاحنة، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين 10 شاحنات، ومنظمة الأغذية والزراعة 13 شاحنة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان 3 شاحنات، وبرنامج الأغذية العالمي 113 شاحنة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة 37 شاحنة.
ودعا الفريق في البيان إلى ضمان خطة تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة لمدة 12 شهرًا، لأسباب تتضمن منع روسيا من التحكم في الملف الإنساني في سورية، إضافة لمنع النظام من التحكم في آلية التفويض، ومنع عمليات السرقة والنهب التي تنفذها منظمات تابعة للنظام السوري بما فيها (الهلال الأحمر السوري). حيث تمنع آلية التفويض لمدة 12 شهرًا النظام السوري من سحب أجزاء كبيرة من المساعدات الإنسانية لبيعها في الأسواق المحلية والاستفادة المادية منها، وتحد من حدوث انهيار اقتصادي في شمال غرب سورية.
وحذر الفريق من عواقب إيقاف حركة المساعدات الإنسانية العابرة للحدود أو تقليصها، التي تؤدي إلى انخفاض في وتيرة العمليات الإنسانية إلى مستويات كبرى خلال مدة زمنية قصيرة، إضافة إلى زيادة عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية بسبب تركيز المنظمات الإنسانية على الفئات الأشد حاجة، مع التغاضي عن الحالات الأخرى. كذلك تحدث موجات نزوح جديدة للسكان إلى المخيمات للتخلص من الأعباء المادية الجديدة المترتبة عليهم وعدم القدرة على التوفيق بين الاحتياجات الأساسية والدخل، وارتفاع في أسعار المواد والسلع الغذائية بسبب لجوء المستفيدين من المساعدات إلى شراء المواد لتغطية النقص لديهم.
وأثر الانخفاض في حجم المساعدات الإنسانية شمال سورية، على حياة النازحين في معظم مخيمات الشمال السوري، حيث إن أكثر من 918 مخيمًا محرومة من المساعدات الإنسانية، وفق إحصائيات الفريق. وفي هذا الخصوص، قالت النازحة فاطمة الحمودة المقيمة في مخيمات مشهد روحين لـ"العربي الجديد": "نحن مهجرون من ريف حمص منذ عام 2018. هذا العام والعام الماضي الوضع كان سيئًا للغاية، عمل زوجي لا يكفي ثمن الطعام برغم أننا نقيم في مخيم وليس لدينا إيجار منزل. الوضع أصبح سيئًا للغاية، ليس هناك عمل يمنحنا دخلًا يمكن أن نعيش به".
وتعزو المنظمات المحلية والدولية الانخفاض في المساعدات الإنسانية إلى نقص التمويل، وهذا النقص أثر في كثير من جوانب الخدمات التي كانت تقدم للنازحين بما فيها خدمات الإصحاح والتعليم والصحة والمساعدات الغذائية، فقد أكد الخمسيني عمر المنصور المقيم في مخيمات كفرلوسين شمال إدلب لـ"العربي الجديد": "لا يوجد عمل، ولا يوجد مساعدات، دعم الخبز توقف ودعم المياه توقف. نحن محاصرون في منطقة ضيقة، لدي ابن يعمل في مقلع للحجارة، كل ما نشتريه من البقاليات بالدين، ونحاول السداد، بعت أرضًا مملوكة لي في ريف حماة الشمالي لأعيش منها لم يبق من ثمنها شيء، نريد حلَّا للخلاص مما نحن فيه".
وكان إدخال المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي إلى الشمال السوري، قد مدد في يناير/كانون الثاني من العام الحالي لمدة 6 أشهر، وهو المعبر الوحيد الذي تدخل عبره المساعدات الإنسانية الأممية عبر خطوط التماس، وتعمل حكومة النظام السوري وروسيا على عرقلة أي قرار بخصوص إدخال المساعدات إلى المنطقة، بهدف الاستحواذ على المساعدات الأممية وإدخالها عن طريق مناطق سيطرة النظام عبر خطوط التماس، الأمر الذي تحذر منه منظمات إنسانية، كونه يعرض المساعدات للاختلاس من طرف النظام وروسيا.