أطلقت "مؤسسة مريم" في مدينة الناصرة بالداخل الفلسطيني، الثلاثاء، حملة توعية بعنوان "أكتوبر الزهري" لمحاربة سرطان الثدي، تتزامن مع الشهر العالمي لرفع الوعي ولمحاربة المرض.
ويهدف "أكتوبر الزهري" إلى تغيير مفاهيم التوعية الصحية في المجتمع لإنقاذ حياة آلاف النساء، وبعد توقف فرضته جائحة كورونا، عادت "مؤسسة مريم" إلى إحياء المشروع التوعوي في حلته الأولى. وتشخص واحدة من كل ثماني نساء بسرطان الثدي سنوياً في فلسطين التاريخية، ما يمثل 4 آلاف إصابة كل عام.
وقامت المؤسسة مساء الثلاثاء بإضاءة كنيسة الساليزيان في مدينة الناصرة باللون الزهري، معلنة بذلك انطلاق حملة التوعية.
وستجري المؤسسة جولات خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتخللها مهرجانات مباشرة وأخرى عبر البت المباشر بسبب تدابير مواجهة كورونا، وكذلك إضاءة أبنية في عدة مدن في فلسطين التاريخية منها مشاف وكنائس وأبنية عامة. وتشمل تلك الفعاليات مدن الناصرة، والمغار، وقرية معليا بالجليل، وقرية المشهد بقضاء الناصرة، وبلدة كفر كنا بقضاء الناصرة، ومدينة جنين ومدينة النقب.
وقال مؤسس ومدير "مؤسسة مريم"، محمد حامد عن فعالية إطلاق الحملة: "مشروع أكتوبر الزهري نعمل عليه منذ عدة سنوات، وهو مشروع ينقذ حياة النساء وارتفع توجه النساء للفحص المبكر إلى 40 بالمائة. وشعار تذكري تفحصي نراه في كل مكان. هذا المشروع كبير جداً وهو 10 بالمائة من مشاريع المؤسسة".
وأضاف قائلاً "هناك أهمية للكشف المبكر لعلاج الأورام، نقوم كل سنة بهذه الجولات ونجول البلدات والمدن العربية في فلسطين التاريخية. طبعا في العام الماضي بسبب كورونا الوضع كان مختلفاً. الآن عدنا إلى العمل كما قبل كورونا".
وتابع حامد "اليوم بدأنا في إضاءة كنيسة الساليزيان في الناصرة، إضافة إلى جولات ومحاضرات. مشروع أكتوبر الزهري لمحاربة سرطان هو أحد المشاريع في مؤسسة مريم، ونحن نعمل على مدار السنة مع المرضى والمشافي في فلسطين التاريخية في مدن الداخل ومدن الضفة وغزة. نحن ندعم ونرافق مرضى السرطان بكل أنواعه منذ عام 2012 في الداخل والضفة وغزة. وقبل عام توسعنا ولنا فرع في ولاية واشنطن الأميركية مع الجالية الفلسطينية الذين يقومون بدعم مؤسستنا".
وزاد: "نحن ندعم ونرافق ونعمل مع جميع المريضات في سرطان الثدي بكل فلسطين التاريخية لا يوجد دور للحدود. خلال هذا الشهر سيكون 35 محاضرة ويوم دراسي وجولة لإضاءة المباني المشافي والكنائس والمباني العامة بلون الزهري بمشاركة جماهير ومنها ببث مباشر لرفع الوعي ولكي نحث النساء على الذهاب للفحص المبكر".
من جهته، قال مدير مستشفى الفرنسي نائل إلياس: "هذه أمسية جد مهمة نعلن بها استمرارية التوعية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي"، مضيفاً "مهم جداً أن نكثف اهتمام الجميع ليس فقط بهذا الشهر بل على مدار السنة. التوعية يجب ألا تكون مخصصة فقط للنساء، إنما للأبناء والأزواج". وشدد على أن "لمؤسسة مريم دور كبير في ارتفاع نسبة الكشف المبكر في صفوف النساء".
تأسست "مؤسسة مريم" لمكافحة السرطان سنة 2012 في الناصرة من قبل محمد حامد، وهي تحمل اسم شقيقته التي توفيت بمرض السرطان، ويعمل فيها 850 متطوعاً بينهم أطباء، ومرافقو مرضى، وعمال اجتماعيون، والمؤسسة هي الجسم الأكبر الممثل للمرضى أمام الوزارات والمستشفيات وصناديق المرضى، وهي تعمل على مكافحة السرطان من دون تفرقة وفق الدين أو الخلفية.
ودشنت المؤسسة عدة مشاريع تشمل مرافقة يومية للأطفال مرضى السرطان وعائلاتهم في المستشفيات والبيوت، وتقديم الدعم المادي لشراء أدوية، ورفع الوعي بالسرطان، والتشديد على أهمية الكشف المبكر، وكسر الأفكار المسبقة عن المرض.
وخلال هذا العام نجحت المؤسسة في فتح "بيت مريم" بهدف تقديم المرافقة للمرضى من الجانب النفسي بعد كل العلاجات في المستشفى.