أطلق فريق لقاح سورية، اليوم الثلاثاء، وبالتعاون مع مديرية صحة إدلب ومديرية صحة عفرين ومنظمة الأمين، حملة التلقيح ضد مرض الكوليرا في مناطق شمال غربي سورية.
وتستهدف الحملة المناطق الأكثر تضرراً نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سورية، وتلك التي كانت تعاني من ضعف البنية التحتية، مثل مناطق معرة مصرين والدانا وسرمدا وأطمة وإعزاز وحارم وجنديرس، إضافة للمخيمات التي تتبع لتلك المناطق.
يقول أحمد شاكر، وهو سائق سيارة، لـ"العربي الجديد"، إنّ حملة التوعية التي شاهدها عن خطورة مرض الكوليرا شجعته على الالتحاق بفرق اللقاح من اليوم الأول وتلقي الجرعة خوفاً من إصابته بالمرض، لا سيما بعد سماعه الكثير من الروايات عن ارتفاع نسبة الإصابات خلال الأيام الماضية.
فيما يقول وسام الحمود، وهو مشرف في مركز كفريحمول، لـ"العربي الجديد"، إن الحملة تستهدف كافة الشرائح العمرية من سنة إلى مائة سنة، ولدينا مليون وسبعمائة ألف جرعة ستستهدف غالبية المناطق.
وحثّ الحمود الأهالي على الحرص على أخذ لقاح الكوليرا والتعاون مع فرق اللقاح، لا سيما أننا مقبلون على فصل الصيف والذي قد تزداد نسب الإصابات فيه.
ووصف الحمود حجم إقبال الأهالي على اللقاح في اليوم الأول بالجيد، وستسعى فرق اللقاح لإيصاله إلى كافة الأهالي في المناطق المستهدفة، وفي حال وصلت شحنة أخرى من اللقاحات سيتم استهداف مناطق جديدة.
من جانبه، يقول زاهد العبدو، وهو من أهالي معرة مصرين، لـ"العربي الجديد"، إنه سيسعى لإعطاء اللقاح لكافة أفراد عائلته في سبيل تأمين نوع من الوقاية لهم، إذ لم يعد يأمن على صلاحية المياه التي تشربها العائلة، لا سيما بعد انتشار أخبار عن تعرض بعض المناطق لتلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
ويتفق أبو عبدو اليوسف، ابن مدينة حارم، مع سابقه، ويقول لـ"العربي الجديد": "درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد شاهدت بعض الأصدقاء والأقارب ممن أصيبوا بالكوليرا وحجم المعاناة التي عاشوها قبل أن يتماثلوا للشفاء، ولا أريد أن أرى أحد أفراد عائلتي بهذه الحالة.
ويضيف: "نغسل الخضروات والفواكه بشكل جيد قبل تناولها ونحرص على استعمال مياه نظيفة، لكن لا يمكنك ضبط الوضع دائما كما تريد فقد يأكل الطفل في أي لحظة إحدى ثمار الخضروات المسقية بمياه ملوثة ويصاب بالمرض، لا سيما أن بعض المزارعين يعتمدون على مياه الصرف الصحي في سقاية مزروعاتهم غير آبهين بسلامة الأهالي".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، قد أرسلت في يناير/كانون الثاني الماضي، نحو مليون وسبعمائة ألف جرعة من اللقاح المخصص لمرض الكوليرا إلى سورية وتم إدخالها عبر معبر باب الهوى، إذ شهدت المنطقة ارتفاعاً في عدد المصابين خلال الفترة الأخيرة.