انطلق في جزيرة جربة التونسية، جنوب شرقي البلاد، الأربعاء، "موسم الحج اليهودي" في كنيس الغريبة الذي يحظى بأهمية بالغة بالنسبة إلى اليهود.
وكنيس الغريبة يعتبر من أقدم المعابد اليهودية في شمال أفريقيا، ويحجّ إليه اليهود سنوياً، إذ توجد فيه واحدة من أقدم نسخ التوراة المعروفة، ويعود إلى نحو 2600 عام، ويسكنه حالياً نحو 1300 يهودي، ويُسمى الحارة الصغيرة، وفق بعض الروايات اليهودية.
وبشأن سبب إنشاء المعبد، تذهب روايات إلى أن امرأة قدمت إلى المنطقة، وأسست كنيس الغريبة، وسمّي نسبة إليها، حيث كانت غريبة عن المنطقة.
ورغم إلغاء الحجّ طوال السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا، فإنّ تحسن الوضع الصحي جعله مُمكناً خلال هذا العام، إذ تتوقع تونس زيارة عدد كبير من اليهود من مختلف أنحاء العالم، قد يتجاوز 3 آلاف زائر، وذلك لممارسة شعائرهم الدينية السنوية.
ويقوم الزوار خلال موسم الزيارة السنوية بالتبرك وإشعال الشموع والكتابة على البيض، وهي من العادات التي تعوّدوا القيام بها سنوياً.
وسجّل اليوم الأول حضور عدة شخصيات تونسية ودولية ووزراء ومنظمات إلى جربة لمواكبة هذا الحدث، من بينهم رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن.
وتعرف جربة والمنطقة السياحية ومداخل الجزيرة حركية غير معهودة في هذا الموسم، إذ يأتي اليهود من مختلف بلدان العالم لزيارة الغريبة.
واعتبر وزير السياحة التونسية، محمد المعز بلحسين، أنّ "زيارة الغريبة حدث مهم يعطي إشارة انطلاق الموسم السياحي والصيفي، ويوجّه رسائل متعددة إلى العالم بشأن التعايش المشترك والسلام والتسامح على هذه الأرض الطيبة"، مضيفاً لوكالة الأنباء التونسية أن "هذه التظاهرة الهامة، بما ستجمعه من زوار يناهز عددهم 3 آلاف زائر، و50 صحفياً وشخصيات رفيعة من 14 جنسية، هي مناسبة لاستكشاف تجربة إنسانية وثقافية وسياحية، وأيضاً وجهة لها الكثير من المميزات".
من جهته، قال الناشط من المجتمع المدني من جربة، إسماعيل الكنياني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حجّ الغريبة يُعَدّ مؤشراً على نجاح الموسم السياحي من عدمه، إذ إنه وجهة ترويجية لتونس، ولذلك تعوّل وكالات الأسفار وسلطة الإشراف على إنجاح هذا الحدث".
وأكد الكنياني أنّ "العمل على الجانب الاقتصادي في جربة لا يزال دون المأمول، حيث لم تشهد محلات الحرف الصغرى والأسواق بالجهة وفضاءات الصناعات التقليدية التي تميز الجهة توافداً للزائرين"، متسائلاً عن "سبب عدم استثمار حج الغريبة وزيارة الآلاف من الوافدين في تحقيق انتعاشة فعلية للمهن الحرفية والتقليدية".
وبيّن المتحدث أن "جائحة كورونا سبّبت إلغاء حج الغريبة طوال سنتين، لكن الموسم عاد بعد تحسن الوضع الصحي، وهناك اليوم حيوية في كامل المنطقة. وككل عام، هناك أيضاً توافد لعدد من الوزراء والمسؤولين"، مشيراً إلى أنهم كانوا يأملون "لو لم تكن هذه الزيارات مناسباتية"، لأنه "يجب الالتفات للمنطقة قليلاً، والوقوف على النقائص والعمل على الجوانب التنموية".