يواجه القطاع الصحي في منطقة شمال غربي سورية، صعوبات بالغة مع توقف الدعم عن عدد من المراكز الصحية والمستشفيات وصعوبة الحفاظ على استمراريتها في العمل التطوعي، الأمر الذي يزيد من أعباء الأطباء ويهدد صحة المرضى.
مركز "كفر يحمول الطبي" الذي يحمل اسم بلدة "كفر يحمول" التي تقع شمالي مدينة إدلب، واحد من هذه المراكز، إذ يعمل الكادر الصحي فيه منذ نحو شهر بشكل تطوعي وبنصف الإمكانيات، الأمر الذي أثر على سكان المخيمات الذين يعتمدون عليه بالدرجة الأولى في تلقي علاجهم، بالإضافة لأهالي البلدة الذين يقرب عددهم من 20 ألفاً.
وفي السياق، قال مدير مركز "كفر يحمول الطبي" وسام الحمود لـ"العربي الجديد"، إن تمويل المركز توقف مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وحاليا نعمل بشكل تطوعي، عدد المخيمات التي يخدمها المركز 40 مخيما، إضافة لسكان القرية الذين يقرب عددهم من 20 ألفا، وعدد المراجعين يوميا كان يتجاوز 350".
ووفق الحمود، يوجد بالمركز عيادة داخلية وعيادة أطفال، بالإضافة إلى عيادتين للطب العام وعيادة نسائية، فضلا عن مختبر وصيدلية وقسم التغذية والصحة المجتمعية وحماية المرأة والطفل والقسم النفسي.
ويضمّ المركز 20 غرفة، ويتوفر أيضا على قسم اللقاحات الروتينية، وقسم مخصص للقاح كورونا، إضافة لقسم الإسعاف الذي يعمل على مدار 24 ساعة والذي تتوفر فيه سيارة إسعاف أيضا.
ويتلقى هذا المرفق الطبي الدعم من "منظمة الإغاثة الطبية لسورية" وفق ما أوضح الحمود، وأسس في أواخر عام 2012، وتابع: "حاليا خفضنا العيادات إلى عيادتين، فضلا عن العيادة النسائية، كون الكلفة التشغيلية صعبة ولا يمكن القيام بالمهام دون تمويل من المنظمة".
راضي محمد الصايل مدير "مخيم اللبن" القريب من البلدة، قال لـ"العربي الجديد": "لا يتوفر قاطنو المخيمات على أية نقطة طبية دائمة، وبالتالي فاعتمادهم بشكل أساسي على مركز كفر يحمول الطبي، غير أن توقف الدعم عنه، أضاف للأهالي عبئاً كبيراً، إذ صار يتوجب عليهم قطع مسافة للعلاج، والناس هنا فقيرة وليست لديها إمكانيات للتنقل للكشف أو العلاج، نناشد المعنيين بتوفير الدعم، لعودة المركز لعمله".
أما محمد الدياب، وهو من سكان بلدة كفر يحمول، فقد أوضح لـ"العربي الجديد" أنه خلال العام الماضي انقطع الدعم عن الكثير من المراكز الصحية وآخرها كان مركز كفر يحمول الصحي، وقال: "الوضع صعب للغاية ومع إغلاق المركز أصبحنا بدون أي خدمات صحية، وحاليا أي شخص بحاجة إلى رعاية صحية يجب أن يقطع مسافة 5 كيلومترات لأقرب نقطة طبية سواء في بلدة كللي أو إلى مدينة معرة مصرين، الظروف صعبة، ومع انعدام مصادر الدخل والرزق، ليس لدى الجميع إمكانية للوصول إلى هذه المراكز، إغلاق المركز يضاعف من المعاناة، سواء لنا سكان البلدة، أو لسكان المخيمات المحيطة".
ومنذ نهاية أغسطس/ آب العام الماضي، توقف دعم 18 منشأة صحية في مناطق شمال غربي سورية، كانت تقدم الخدمات الطبية لأكثر من مليون ونصف المليون من السكان، وفق فريق "منسقو استجابة سورية"، إذ حذر الفريق من أنّ "توقّف الدعم الدولي وما نتج عنه من زيادة الضغط على باقي المنشآت، قد يتسبّب في عواقب كارثية".
ودق الفريق ناقوس الخطر لتوقف دعم المنشآت الصحية في بيان صدر عنه أمس الاثنين، وخاصةً مع ازدياد الضغوط على المنشآت الأخرى، وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لجميع المدنيين في المنطقة.
وطالب "من جميع الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري عودة الدعم المقدم لتلك المشافي، وخاصةً في ظل الضعف الكبير للاستجابة الإنسانية ضمن القطاع المذكور، والتي لم تتجاوز 33% خلال العام الماضي، وبقاء مئات الآلاف من المدنيين في المخيمات دون وجود أي بدائل أو حلول".