حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، من أنّ المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة قد تبدأ بالنفاد قريباً إذا لم يقدم المجتمع الدولي المزيد من المساعدات المالية. وجاءت تصريحات بيزلي خلال قمة عقدت على مستوى وزاري، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الأربعاء.
ونبّه بيزلي إلى وجود قرابة ثلاثة ملايين يمني مهددين بتخفيض حصصهم التموينية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، إن لم يصل تمويل جديد.
واستهل حديثه قائلاً: "تمكنّا في وقت سابق من العام من تجنب المجاعة، بسبب تدخل دول مانحة وتقديمها المساعدات وذلك بعدما كنا قد اضطررنا لخفض الحصص الغذائية بسبب نقص في التمويل".
وأضاف: "ولكن الآن ينفد المال وبحلول شهر أكتوبر سنضطر إلى قطع (المساعدات الغذائية) عن 3.2 ملايين يمني، وسيرتفع الرقم إلى خمسة ملايين بحلول ديسمبر/كانون الأول".
ولفت بيزلي إلى أنّ الأمم المتحدة تقدم مساعدات غذائية لقرابة 13 مليون يمني في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليوناً؛ من بينهم 3.3 ملايين طفل وامرأة بحاجة ماسة إلى تغذية خاصة، و1.6 مليون طفل يحصلون على الغذاء في المدارس.
الأمم المتحدة تقدم مساعدات غذائية لقرابة 13 مليون يمني في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليوناً
وأضاف بيزلي "هناك حرفياً 16 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة. فالأولوية هي إنهاء الحرب وإذا تعب المانحون فنقول لهم إذاً أنهوا الحرب".
وحثّ قادة العالم "للضغط على جميع الأطراف لإنهاء الحرب لأنّ الناس في اليمن عانوا الكثير". وتابع: "الناس في اليمن ليست لديهم القدرة على التكيّف، والأسعار تنهار مع انخفاض قيمة الريال، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية".
وعبّر بيزلي عن أسفه قائلاً إنه "لم يعد عند اليمنيين أموال لشراء أي شيء، إن ذلك يكسر القلب". ولفت الانتباه إلى تصريحات سابقة لمسؤولين في الأمم المتحدة بمن فيهم هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، والتي قالت فيها: "يموت طفل كل عشر دقائق من نقص الطعام، نقص التغذية. احسبوا ذلك، إنهم ألف طفل يموتون كل أسبوع بسبب نقص الغذاء والتغذية".
وحذر في هذا السياق: "إذا لم نحصل على الأموال التي نحتاجها، وهي 800 مليون دولار، خلال الأشهر الستة القادمة، عندما نبدأ في خفض الحصص يمكن أن نرى هذا الرقم يرتفع ليصل إلى 400 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون في العام المقبل. ماذا لو كان هؤلاء طفلك أو طفلتك الصغيرة؟".
وتحدث عن "واجب أخلاقي" على عاتق المجتمع الدولي. وأضاف: "هؤلاء (أطفال اليمن) أولادنا، هؤلاء أخوتنا وأخواتنا. ونحتاج أن يقدم المانحون المعونات فوراً وإلا سيموت الأطفال. دعونا لا نخذلهم ونفعل ما يجب فعله".
أزمة عميقة
من جهته، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، خلال الاجتماع: "لا يمكننا فقط استبدال الأنظمة الاجتماعية الفاشلة وعمليات إيصال (المساعدات الإنسانية) إلى الناس عن طريق ملء الشاحنات والطيارات وتوصيل البضائع إلى الناس. علينا أن نواجه حقيقة كون الأزمة في اليمن عميقة لدرجة نواجه فيها انهيار النظام".
وأضاف ماورير أنّ "المخاوف الكبيرة التي تواجه الناس في اليمن لا تتعلق فقط بالحصول اليومي على المساعدات ولكن أيضاً المعاناة النفسية من حرب وحشية طويلة الأمد". وأضاف: "الصدمة التي يتعرض لها الأطفال والعنف والانتهاكات ضد النساء والرجال والفتيات والفتيان، انعدام الأمن عند اختفاء الناس؛ كرامة الموتى. كل هذه التزامات بموجب القانون الدولي الإنساني". ثم عبّر عن مخاوفه من أن يتم "نسيان هذه الأمور المنسية أصلاً".
مانحون يتعهدون بتقديم 600 مليون دولار مساعدات إضافية
وتعهد مانحون قبل المؤتمر، بتقديم 600 مليون دولار مساعدات إضافية للتصدي للأزمة الإنسانية في اليمن.
وقُدمت تعهدات إضافية كبيرة تشمل 291 مليون دولار من الولايات المتحدة و100 مليون دولار من قطر و90 مليوناً من السعودية.
ويهدف المؤتمر، بحسب الأمم المتحدة، والذي عقد على هامش أعمال الجمعية العامة، إلى حث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أسوأ مجاعة منذ أكثر من 40 عاماً، وحماية الفئات الأكثر ضعفاً والوصول إليها، والعمل من أجل الحيلولة دون تفشي الأمراض، ومساعدة العائلات النازحة، وتوفير فرص التعليم، وتلبية الاحتياجات الأساسية الأخرى.