بلقاسم حايف باحث جزائري أجبرته الظروف على أن يشتغل نادلاً بمقهى على مدار 5 سنوات بعيداً عن تخصصه في مجال الإعلام الآلي والطاقة، إلا أن طموحه لم يتوقف، إذ عمل مؤخراً على تطوير نموذج أمثل لمنظومة الطاقة الشمسية في الجزائر.
بلقاسم من مواليد سنة 1974 بوادي العلايق بالبليدة، حصل على شهادة بكالوريوس سنة 1993 في تخصص الإعلام الآلي للتسيير. يقول لـ"العربي الجديد": "كان أملي منذ الصغر أن أصل لأعلى المراتب وأحقق إنجازاتٍ في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية واستهلاكها لتستفيد منها البشرية".
ويضيف: "أبحاثي بدأت بعد حصولي على شهادة البكالوريوس، كانت لدي عدة مشاريع وحلول لمشاكل تعاني منها الجزائر في مجال الطاقة، من بينها إنتاج الطاقة وكيفية استهلاكها، ولعل من أبرز مقترحاتي موزع آلي ولافتات إشهارية ومشروع إيجاد حلول لمشكلة الازدحام المروري في العاصمة الجزائر، قدمت مشاريعي للمسؤولين آنذاك، لكن وضعية البلاد لم تكن تسمح بتطويرها وتطبيقها على أرض الواقع، كما واجهتني أيضاً مشاكل على الصعيد الشخصي جعلتني أتوقف".
ويتابع: "وجدت نفسي مضطراً لمغادرة مجال البحث العلمي لظروف قاسية، وعملت قهوجياً لسنوات، ومع مرور الزمن، وفي ظل الجزائر الجديدة، عدت لعشق البحث ولمشاريعي، ومن بين ما قمت به تطوير نموذج أمثل لمنظومة الطاقة الشمسية في الجزائر، عملت عليها لمدة 7 سنوات، بالإضافة إلى مكيف هواء صديق للبيئة قصد القضاء على الاستهلاك الكبير للكهرباء".
ويوضح أن هذه المشاريع جاءت بعد دراسته المشكلات التي تعاني منها الجزائر في مجال الطاقة، "فالحصة الكبرى المستهلكة من الكهرباء بسبب مكيفات الهواء في الصيف التي تتأثر بدرجات الحرارة، وقد عالجت هذا المشكل بمكيف الهواء الهجين الذي يمنح استقراراً في استهلاك الكهرباء وترشيد الطاقة الكهربائية وفق درجات عالية بدون توقف".
أنشأ بلقاسم أيضاً شركة للطاقة النظيفة تهتم بالأبحاث العلمية في مجال الطاقة الشمسية، ومن بين مشاريعه سيارة كهربائية الصنع بتكنولوجيات جزائرية 100%.
يأمل بلقاسم أن تتحسن الإدارة الجزائرية وتتلاشى العراقيل في مسار الباحثين في الجزائر لوقف هجرة الأدمغة، حسب تعبيره.