أعلن وزير الصحة التايواني هسوه جوي-يوان، اليوم الأحد، في جنيف أنّ استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية نتيجة ضغوط مارستها الصين يشكّل "تهديداً للصحة في العالم".
وقال هسوه في خلال مشاركته في مناسبة نظمها نادي الصحافة السويسري إنّ "استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية لا يعرّض صحة 23.5 مليون شخص، هم سكان تايوان، للخطر فحسب، بل يقوّض كذلك جهود منظمة الصحة العالمية من أجل صحة الجميع".
وجاء كلام الوزير التايواني قبيل افتتاح الجمعية العالمية للصحة، بعد ظهر اليوم الأحد، التي تجمع في كلّ عام ممثلين للدول الأعضاء، وتُعقَد مرّة جديدة من دون مشاركة تايوان.
Collaborating w/@genevapressclub, @MOHW_Taiwan Minister Hsueh, expressed Taiwan's deep dissatisfaction with @WHO's exclusion of Taiwan from #WHA76. Taiwan can assist pandemic prevention and promote global health. Taiwan will continue its efforts to participate in the @WHO and WHA pic.twitter.com/D6HQhRRfFP
— Taiwan in Geneva (@Taipei_GVA) May 21, 2023
وكانت تايوان قد خسرت في عام 2016 صفتها كمراقب في الجمعية العالمية للصحة، وذلك بضغط من حكومة بكين التي ترى أنّ الجزيرة جزء لا يتجزأ من أراضيها.
ووُجّهت نداءات عدّة في المجتمع الدولي للسماح لتايوان بالمشاركة في الجمعية كمراقب، خصوصاً مذ تطلّبت أزمة كورونا الوبائية ضرورة التعاون العالمي للتصدّي للأمراض المعدية.
وأوضح هسوه جوي-يوان أنّ استبعاد تايوان سوف يحول دون تقاسم سريع وفاعل للمعلومات، الأمر الذي لا غنى عنه للوقاية من الأمراض المعدية أو للردّ بطريقة فعالة على خطر أيّ جائحة مقبلة. أضاف: "أخشى أن تصير تايوان ثغرة للوباء المقبل"، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر سوف يكون له "تأثير رهيب على العالم أجمع".
وقبل التئام الجمعية العالمية للصحة السادسة والسبعين، حذّرت واشنطن من التداعيات السلبية لغياب تايوان. وغرّدت البعثة الدبلوماسية الأميركية في جنيف، عبر موقع تويتر أمس السبت، أنّه "في الوقت الذي ما زلنا فيه نواجه تهديدات ناشئة تطاول الصحة في العالم، فإنّ استبعاد تايوان من المنتدى العالمي للصحة يعرّض للخطر التعاون العالمي الجامع في مجال الصحة العامة بقيادة منظمة الصحة العالمية".
من جهتها، كرّرت وزارة الخارجية الصينية، في تغريدة نشرتها أخيراً، معارضتها للجهود الهادفة الى إعادة ضمّ تايوان كمراقب إلى الجمعية العالمية للصحة، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر يهدف "في الواقع إلى توسيع الفضاء الدولي" لمصلحة "استقلال تايوان". ونبّهت الخارجية الصينية إلى أنّ "أيّ محاولة للعب ورقة تايوان بهدف احتواء الصين لن تؤدّي إلى أيّ مكان".
تجدر الإشارة إلى أنّ تايوان استُبعدت من منظمة الصحة العالمية في عام 1972، بعد عام من خسارة مقعدها في الأمم المتحدة لمصلحة بكين. وسُمح للجزيرة بالمشاركة كمراقب في الجمعيات السنوية لمنظمة الصحة العالمية بين عامَي 2009 و2016، في ظلّ تراجع التوتّر مع الصين. لكنّ بكين كثّفت ضغوطها على تايوان منذ توّلت الرئيسة الانفصالية تساي إنغ-وين الحكم في الجزيرة، خصوصاً أنّها ترفض الإقرار بأنّ الجزيرة جزء لا يتجزأ من الصين الشيوعية.
(فرانس برس)