"تثمين المياه" هو الموضوع الذي اختير في هذا العام لليوم العالمي للمياه الذي يحلّ اليوم الإثنين في الثاني والعشرين من مارس/ آذار، في وقت يعيش ثلثا سكان العالم (نحو 2.2 مليار شخص) من دون إمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب. كذلك يبدو الموضوع مناسباً وسط أزمة كورونا، إذ يرى المعنيّون أنّ المياه تُعَدّ وسيلة لتطويق الجائحة، لا سيّما أنّ غسل اليدين أمر ضروريّ للحدّ من عدوى كوفيد-19 وكذلك من أمراض معدية أخرى. وفي هذا الإطار، يُذكر أنّ ثلاثة مليارات شخص في العالم تقريباً لا يملكون سبلاً لغسل أيديهم بهدف الوقاية من فيروس كورونا الجديد.
ويشير القائمون على اليوم العالمي للمياه إلى خمس رؤى مختلفة وهي تثمين مصادر المياه، وتثمين البنية التحتية للمياه، وتثمين خدمات المياه، وتثمين المياه كعامل مساهم في الإنتاج والنشاط الاجتماعي الاقتصادي، وتثمين الجوانب الاجتماعية والثقافية للمياه. فهذا اليوم يأتي كفرصة لاتخاذ إجراءات مناسبة بهدف مواجهة أزمة المياه العالمية. ومن المجالات الرئيسية التي يركّز عليها هذا اليوم، دعم تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة وهو توفّر المياه والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.
في سياق متصل، فإنّ التطور الاقتصادي وتزايد عدد سكان العالم يعنيان زيادة احتياج الزراعة والصناعة للمياه، في حين أنّ تغيّر المناخ يسهم في تلوّثها والتأثير في وفرتها. ومع السعي إلى تحقيق توازنات، يتمّ تجاهل مصالح أعداد كبيرة من الناس. بالتالي فإنّ تثمين المياه يذهب في اتجاه كيفية إدارتها وتقاسمها، إذ قيمتها هائلة بالنسبة إلينا جميعاً وإلى أسرنا وثقافتنا وصحتنا وتعليمنا واقتصادنا وسلامة بيئتنا الطبيعية.
(العربي الجديد)