تحقيق أممي يتهم إسرائيل بالسعي إلى تدمير النظام الصحي في غزة

10 أكتوبر 2024
دمار بعد الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الميداني بدير البلح، 27 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتهمت لجنة تحقيق أممية إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة، مستهدفة النظام الصحي والعاملين الطبيين بشكل متعمد، مما يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
- التقرير يبرز إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل، ويشير إلى التعذيب والعنف الجنسي من قبل إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مع التركيز على مقتل الطفلة هند رجب كحالة فظيعة.
- الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات وفرض قيود على الإمدادات الأساسية تسببت في معاناة كبيرة، مع تجاهل لقرارات مجلس الأمن بإنهاء هذه الانتهاكات وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

اتهم محققون من الأمم المتحدة، الخميس، إسرائيل باستهداف النظام الصحي في غزة عمداً وقتل وتعذيب عاملين في المجال الطبي، معتبرين أنها ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية". وقالت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل في بيان "نفّذت إسرائيل سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة كجزء من هجوم أوسع على غزة". وأضافت أن إسرائيل ارتكبت "جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة من خلال الهجمات المستمرة والمتعمدة على العاملين الطبيين والمرافق الطبية".

نشرت اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء وأنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مايو/أيار 2021 للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي المحتملة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، تقريرها الثاني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول قبل عام من اشتعال فتيل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

ويسلط التقرير الضوء أيضاً على إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل والرهائن في غزة، متهماً إسرائيل والفصائل الفلسطينية بـ"التعذيب" والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

استهداف النظام الصحي في غزة

وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي، المفوضة السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان "على إسرائيل أن توقف فوراً تدميرها العشوائي وغير المسبوق المرافق الصحية في غزة". وأضافت أن ذلك يشكل "استهدافاً مباشراً للحق في الصحة، ما يترتب عليه عواقب سلبية كبيرة وطويلة الأمد على السكان المدنيين".

كما خلص التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية "تعمدت قتل واحتجاز وتعذيب العاملين في المجال الطبي واستهدفت المركبات الطبية" في غزة وقيّدت تصاريح مغادرة القطاع لتلقي العلاج الطبي. وقالت اللجنة إن مثل هذه الأفعال تشكل جرائم حرب عديدة و"جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة". وتابعت أن إسرائيل سببت "معاناة لا تحصى" للمرضى الأطفال و"فرضت عمداً ظروفاً معيشية يقصد بها إهلاك أجيال من الأطفال الفلسطينيين، وربما الشعب الفلسطيني".

وسلط التقرير الضوء على مقتل الطفلة هند رجب في يناير/كانون الثاني باعتبارها "إحدى أكثر الحالات فظاعة". اتصلت هند بالهلال الأحمر الفلسطيني، متوسلة لإنقاذها، بعد تعرض سيارة عائلتها لإطلاق نار في مدينة غزة. وتم في نهاية المطاف العثور على جثتها إلى جانب ستة من أقاربها، واثنين من عمال الإنقاذ التابعين للهلال الأحمر ممن أُرسِلوا للبحث عنها. وقالت اللجنة إنها توصلت إلى أن الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي مسؤولة عن قتلهم، ما يشكل جريمة حرب.

وتمثل الهجمات على النظام الصحي في غزة ومنها استهداف المستشفيات وفرض القيود على وصول الإمدادات الأساسية مثل المستلزمات الطبية والوقود والمياه، انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، غير أن إسرائيل تتعمد استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية وإخراجها عن الخدمة، وتواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وسط حصيلة ثقيلة من الشهداء والجرحى والنازحين، بالإضافة إلى دمار هائل وسياسة تجويع ممنهجة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون