تركيا: بناء منازل بأديامان لمتضرري الزلزال وسفينة عملاقة لمن لا مأوى لهم في هاتاي

25 فبراير 2023
المنازل لإيواء قرابة 70 ألف شخص من متضرري الزلزال (لقمان إلهان/ الأناضول)
+ الخط -

تتواصل في ولاية أديامان التركية، أعمال بناء مدن المنازل مسبقة التجهيز، المخصصة لمنكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي البلاد، في الوقت الذي تستمر جهود حثيثة لإيجاد حلول سريعة من أجل توفير السكن لمواطنيها المتضررين من الكارثة.

وتبني السلطات التركية 20 مدينة منازل مسبقة الصنع في أديامان، 18 منها في مركز المدينة واثنتان في أقضيتها. واكتملت أعمال بناء البنية التحتية في معظم المدن الـ20.

وسيتم تركيب 15 ألف منزل مسبق الصنع في المدن الـ 20، مزودة بالمرافق الأساسية مثل المرحاض والحمام والتدفئة.

سيتم تركيب 15 ألف منزل مسبق الصنع في المدن الـ 20 (لقمان إلهان/الأناضول)

ومن المنتظر أن يتم إيواء قرابة 70 ألف شخص من متضرري الزلزال في منازل المدن الـ20 عقب الانتهاء من الأعمال في أقرب وقت.

ويعد السكن من الاحتياجات الملحّة بالنسبة للناس الذين يعيشون كارثة الزلازل العنيفة ويفقدون منازلهم، لاسيما في ظل الظروف الشتوية القاسية.

ولجأت السلطات التركية إلى إنشاء مراكز إيواء مؤقتة مثل المخيمات والمساكن مسبقة الصنع والفنادق وعربات القطارات، والسفن في الولايات الساحلية.

358 غرفة في سفينة

وفي هذا الصدد، قررت السلطات استخدام سفينة الركاب الضخمة "إم إس سي أوريليا" لإيواء المواطنين، بعد رسوها في ميناء اسكندرون بولاية هاتاي.

ووصلت سفينة "أوريليا" إلى شواطئ هاتاي قادمة من مدينة نابولي الإيطالية لإيصال مساعدات إلى ضحايا الزلزال بالتنسيق مع وزارة النقل والبنية التحتية التركية.

وتضم السفينة 358 غرفة بداخلها أكثر من ألف سرير بجانب المرافق الأخرى من الحمامات والمراحيض، وباتت اليوم مركزا لإيواء عشرات الأشخاص.

وقال مراسل "الأناضول"، إن المواطنين نُقلوا إلى السفينة للإقامة فيها وفقا لقوائم أعدتها رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والهلال الأحمر التركي.

ويشرف الموظفون المعنيون في السفينة على أعمال النظافة، فيما توفر فرق الهلال الأحمر التركي احتياجات الطعام والشراب للمواطنين.

كما وفرت السلطات وسائل نقل في ساعات معينة للمواطنين الراغبين في الذهاب إلى أعمالهم أو لأغراض أخرى في الصباح أو المساء.

وفي تصريح للأناضول، قال مدير عام الملاحة البحرية في وزارة النقل والبنية التحتية أونال بايلان، إن "السفينة ستحتضن 940 شخصا من المتضررين".

وأشار بايلان، إلى أن الأماكن المشتركة داخل السفينة تستوعب 1100 شخص، وأن احتياجات الطعام سيتم توفيرها من البر.

سفينة أخرى في إسكندرون

وذكر أن سفينة أخرى ستصل إسكندرون في الأيام القادمة، وسوف تخصص أيضا لإيواء مجموعة من المواطنين.

وأكد المسؤول التركي أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان عدم انقطاع المواطنين عن حياة المدينة وضمان توفير احتياجاتهم بمعايير عالية.

ولفت إلى أن الوزارة وضعت خطة لاستضافة الأسر التي لديها أطفال ومسنون ومعوقون بشكل خاص، وأنها تتعاون مع المؤسسات المعنية في هذا الصدد.

بدورها، قالت المواطنة عائشة أوزغاش، للأناضول، إنها استقرت في السفينة مع ابنها كمال، بعد انهيار منزلهم في حي "دنيزجيلار" التابع لإسكندرون جراء الزلزال.

وأعربت أوزغاش عن شكرها للسلطات للمساهمة في تأمين السكن لها ولجميع المتضررين من الزلزال.

أمّا كمال أوزغاش، فقال إنه فقد زوجته وابنه في الزلزال، وأنه سيعيش مع أمه وابنه الثاني الناجي، من الآن فصاعدًا.

من جهته، قال المواطن حسين أوزغول، إنه يقيم في السفينة مع زوجته وابنه، وإنه لم يستطع أن يأخذ أي غرض من منزله الذي انهار جراء الزلزال.

وأكد أوزغول، أنه أصبح يخاف من المباني العالية والأماكن المغلقة بعد الزلزال ويفكر كيف سيسكن بعد اليوم في مبنى متعدد الطوابق.

وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو لقاءات مكثفة مع مسؤولين رفيعي المستوى زاروا تركيا للإعراب عن تضامنهم إثر كارثة الزلزال.

وعقد جاووش أوغلو 23 لقاء وجها لوجه وأكثر من 70 اتصالا هاتفيا، وكانت معظم اللقاءات والاتصالات مع نظرائه، بحسب مصادر دبلوماسية.

والتقى جاووش أوغلو وزراء خارجية جمهورية شمال قبرص التركية وأذربيجان واليونان وغينيا الاستوائية وليبيا وإسرائيل والبوسنة والهرسك، وأرمينيا، والأردن، وكوستاريكا، والولايات المتحدة ولبنان، وشمال مقدونيا.

كما عقد لقاءات مع ممثلي منظمات دولية ودبلوماسيين رفيعي المستوى، من بينهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، والأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية زلزال بقوة 7.7 درجات، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّف دمارا ماديا ضخما.

(الأناضول)