قال رئيس مركز رصد الزلازل في تركيا هالوك أوزنير، خلال مؤتمر صحافي، إنّه تم رصد حوالى 100 هزّة أرضية نتيجة الزلازل التي ضربت تركيا حتى الآن. وفي وقت لاحق، أشار المركز إلى 134 هزّة أرضية ناجمة عن الزلازل.
وتحدّث أوزنير عن قوّة الزلزال، موضحًا أنّه الأقوى منذ 24 عاما في هذه المنطقة الجغرافية، وأضاف: "لقد شعر به الناس خارج الحدود، في قبرص والعراق وسورية، وأدّى إلى خسارة الأرواح"، ولفت إلى وقوع زلزال بقوّة 6.6 درجات بعد الزلزال الرئيسي، قائلًا إنّ قوته ستنخفض لكن تردداته ستستمر في الأيام المقبلة، وأنّ الهزات قد تتواصل حتى عام.
وتطّرق رئيس المركز إلى إمكانية وقوع "تسونامي"، وهو عبارة عن مجموعة من الأمواج العاتية تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه.
وأضاف: "نحن ندرس إمكانية حصول تسونامي، وقد حذّرنا 14 دولة، وندرس ارتفاع سطح البحر في ثلاث نقاط مختلفة. هناك موجة يبلغ ارتفاعها 17 سنتيمتراً في فاماغوستا، و13 سنتيمتراً في مرسين و13 سنتيمتراً في إسكندرون".
من جانبها، لم تستبعد خبيرة علوم الزلازل بمرصد بحنّس اللبناني، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، الدكتورة لمى عيناتي، إمكانية حدوث زلازل جديدة.
ورأت عيناتي أن ترددات الزلزال قد تستمرّ بين أسبوع و10 أيام، لكن قد تكون أقلّ قوة، مشيرة إلى أن لبنان سجل أكثر من 100 هزة أو ترددات منذ أن ضربت هزة قوية لبنان عند حوالي الساعة الثالثة و18 دقيقة بتوقيت بيروت، وقد بلغت قوتها 4.8 درجات على مقياس ريختر، مع الإشارة إلى أنها تبعد عن الشاطئ اللبناني حوالي 160 كلم.
وأضافت في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الدرجة التي بلغها الزلزال في تركيا أي 7.8 درجات على مقياس ريختر ليست مزحة، ورأينا الدمار الذي خلّفه سواء في تركيا أو سورية، أما لبنان فلم يتأثر نظراً لكونه بعيداً نسبياً عن المنطقة، لكن سبق أن عرف البلد أنشطة زلزالية خصوصاً لوجود فوالق ضمن أراضيه، كفالق اليمونة الذي قد يتحرك لينتج هزة كبيرة لكن من المستبعد أن تصل إلى 7.8 درجات، هذا لم يحصل في تاريخ البلاد".
وأوضحت عيناتي أن الزلزال لا يتأثر بالتغيير المناخي، فالزلزال ضرب تركيا على عمق 17 كلم، وحتى لو كان أكثر عمقاً لن يتأثر بالتغيير المناخي، بل هو مرتبط بجوف الأرض أي بالتحركات الباطنية للأرض التي تحرك الصفائح وتحدث أنشطة زلزالية.
وضربت سلسلة من الزلازل المتتالية جنوبي ووسط تركيا، اليوم الإثنين، وتسببت في انهيار العديد من المباني، فيما امتدت آثارها إلى المناطق الحدودية في الشمال السوري.