سجّلت دوائر الصحة في محافظة السليمانية، بإقليم كردستان شمالي العراق، عشرات الإصابات بالكوليرا، فيما اتخذت السلطات المحلية في المحافظة سلسلة من الإجراءات للحد من انتشار المرض، في وقت لا تزال السلطات الصحية بالعراق تعمل للسيطرة على الحمى النزفية.
وأعلنت المديرية العامة لصحة بلدة كرميان في محافظة السليمانية، أمس الاثنين، تسجيل إصابتين جديدتين بالكوليرا، خلال 24 ساعة الماضية، وقد أدخل المصابان إلى مستشفى قلا في كلار، مؤكدة، في بيان، أنّ "43 مريضاً مصاباً بالإسهال يرقدون حالياً في جناح مستشفى قلا، 40 منهم من الأطفال".
وأضافت المديرية، أنه "خلال الـ 24 ساعة الماضية، دخلت 49 حالة إسهال مستشفى شهيد هزار للطوارئ في كلار و37 مستشفى الشهيد خالد كرمياني العام في قضاء كفري و12 في كلار"، مطالبة "جميع المواطنين بالمحافظة على النظافة وغسل الأيدي جيداً بانتظام وعدم تناول الأطعمة والمشروبات المشبوهة والتأكد من نظافة مصدر مياه الشرب".
من جانبه، أعلن مدير عام صحة السليمانية صباح هورامي، الأسبوع الماضي، تسجيل عشر إصابات بالكوليرا، مشيراً إلى أنّ المرض موجود سنوياً في المحافظة وفي أنحاء العراق كافة، داعياً السكان إلى أخذ الحيطة والحذر، خلال الشهرين المقبلين.
وقال هورامي، في مؤتمر صحافي، إنّ "فحوصات أُجريت للعديد من المرضى وقد أظهرت النتائج إصابة 10 منهم بمرض الكوليرا، متابعاً أنّ قرابة 100 مريض يزورون يومياً المستشفيات في السليمانية وهم يعانون من الإسهال والقيء"، معتبراً أنّ "السبب الرئيسي لانتشار المرض هو المياه غير الصحية، وإذا لم تصل المياه بطريقة صحية للمواطنين، فإنه لا يمكن السيطرة على الكوليرا، والمياه التي يشتريها الناس من (الصهاريج) الناقلات هي سبب انتشار هذا المرض".
من جهته، بيَّن الطبيب العراقي من مدينة السليمانية نوزاد عمر، أنّ "مشكلة المياه غير الصحية، تعود للظهور في السليمانية، بسبب أساليب نقلها عبر الناقلات القديمة، والتي لا تخضع لرقابة صحية دقيقة"، مبيناً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العشرات من المرضى يرقدون حالياً في المستشفيات، ومن المفترض أن يكون هناك تدخل حكومي لحل هذه الأزمة الصحية المتجددة".
وأكمل عمر أنّ "كثيراً من الأهالي في السليمانية يعتمدون على مياه المواسير العامة في الشرب، ولو توجهوا إلى استخدام المياه المعقمة في المعامل المعروفة، والمجازة من قبل وزارة الصحة في إقليم كردستان فإن حالات الإصابة ستتراجع"، مؤكداً أنّ "أكثر الإصابات تسجل في المناطق الريفية، لكنها تتراجع في المدينة بنسب متفاوتة، وللأسف فإن بعض الإصابات شديدة فتسبب الإعياء".
ويؤدي مرض الكوليرا الذي غالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ، ويظهر عادة في المناطق السكنية التي تعاني شحاً في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. ويصيب المرض سنوياً ما بين 1.3 مليون إلى 4 ملايين شخص حول العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفاً إلى 143 ألف شخص سنوياً.