تتصاعد المخاوف في الجزائر من موجة رابعة لفيروس كورونا وانتشار المتحوّر الجديد أوميكرون، خاصة بعد التراخي الكبير في احترام التدابير الصحية، وكسر القيود الوقائية، خلال الاحتفالات الشعبية التي عمّت المدن الجزائرية، منذ الأسبوع الماضي، احتفالاً بانتصارات منتخب كرة القدم، وفشل حملة تسريع التلقيح.
جملة من المؤشرات تدفع القائمين على المؤسسات الصحية إلى الخوف من الأيام المقبلة، أولها الارتفاع السريع في معدل الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر، حيث سُجّلت خلال الـ24 ساعة الماضية، 310 إصابات جديدة بفيروس كورونا، بعدما كانت قبل أقل من شهر في حدود الثمانين إصابة يومياً. وسُجلت الإصابات في 30 ولاية، سجّلت بينها 11 ولاية أكثر من عشر إصابات يومياً، كما تمّ تسجيل ثماني وفيات، وارتفع عدد المصابين المتواجدين في أقسام الرعاية إلى أكثر من 20 مصاباً.
كما يأتي كسر القيود الاحترازية من الوباء، ضمن مسبّبات الخوف من أزمة وبائية جديدة. فعلى الرغم من النداءات وتوصيات وزارة الصحة للمواطنين بضرورة الالتزام بنظام اليقظة، واحترام المسافة الجسدية والارتداء الإلزامي للكمامات، إلاّ أنّ الاحتفالات الشعبية الأخيرة في كلّ مدن وبلدات الجزائر، بعد تأهل المنتخب إلى الدور نصف النهائي، ثم النهائي من كأس العرب الأخيرة التي أقيمت في قطر، ثم الاحتفالات الصاخبة بالفوز بالكأس، أظهرت وجود تراخ وتهاون كبير في احترام القواعد الصحية، حيث ظهرت الجموع الشعبية متراصة من دون احترام أو ارتداء الكمامة حتى.
وإزاء هذه المخاوف، كانت السلطات الصحية قد أعلنت، قبل أسبوع، عن خطة استباقية للوقاية ومواجهة موجة رابعة محتملة من وباء كورونا، تتضمن تخصيص مستشفيات بالكامل لاستقبال مصابي كوفيد-19، في الولايات التي فيها أكثر من مستشفى. فيما تقرّر أن يتم في الولايات التي فيها مستشفى جامعي واحد فقط، اللجوء إلى تخصيص مصلحة وقسم خاص لمرضى كورونا، مع تجهيزها بكامل المعدات اللازمة، خاصة ما يتعلق بتوفير الأكسجين والأدوية الضرورية، وتسريع حملة التقليح.
وقال الناشط في المجال الصحي، نذير بن عيسى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاحتفالات المتوقعة بحلول السنة الجديدة تزيد من المخاوف من موجة رابعة لكورونا. إذ تُقام لهذه المناسبة في الغالب حفلات وسهرات فنية، تتخوّف السلطات من أن تخرج تماماً عن نطاق التدابير الصحية، خاصة بعد ترخيص السلطات بإعادة فتح قاعات الحفلات، من جهة، ومن جهة أخرى الفشل اللافت لحملة التقليح الأخيرة التي قامت بها السلطات بين 12 و16 ديسمبر/كانون الأول الجاري". وأشار إلى أنه "يتعيّن على السلطات فرض قيود جديدة وتشديد الإجراءات، وإلا سنكون أمام أزمة وبائية أكثر حدة من السابق".
وكان وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد قد عبّر، قبل أيام، عن استيائه من ضعف إقبال المواطنين على التلقيح، على الرغم من توفير السلطات كافة الإمكانيات وتقريب مراكز التلقيح ووضعها في المدارس وتسهيل الإجراءات. وأكّد أنّ الجزائر حقّقت 25 في المائة من نسبة تلقيح البالغين، بينما تطمح للوصول إلى نسبة 75 في المائة لضمان مناعة عامة، وحثّ مسؤولي الصحة في الولايات على الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني وأئمة المساجد لحثّ الجزائريين على التلقيح.