أدت العاصفة المطرية التي تشهدها مناطق شمال وشرق سورية منذ ليل أمس الثلاثاء إلى أضرار مختلفة على المحاصيل الزراعية والمنازل السكنية والطرقات. وتسببت الأمطار الغزيرة بتشكل السيول التي غمرت المحاصيل الزراعية جارفة معها آمال المزارعين الذين استبشروا خيراً بعد سنوات من الجفاف.
وأوضح محمد مراد، من ريف زركان من منطقة أبو راسين شمال الحسكة، لـ"العربي الجديد"، أن تساقط "البرد المرافق للعاصفة تسبب بأضرار كبيرة بالمحاصيل الزراعية من قمح وشعير"، مشيراً إلى "تلف مساحات كبيرة من محصول الفول في عدة قرى مثل المطمورة ودادا عبدال وأم حرملة، ومجمل مناطق ريف مدينة الدرباسية شمال الحسكة".
من جهة ثانية، لفت مراد إلى أن "العاصفة والبرد المرافق لها تسبب أيضاً في هلاك الكثير من الطيور مثل الحمام والحجل، فيما تضررت بعض المنازل جراء السيول".
عاصفة بردية عنيفة ضربت بعض قرى ريف الحسكة الشمالي اليوم وتسببت باضرار كبيرة جدا بالمزروعات #عاصفة #الحسكة #سورية #برد #حالول #hail #hailstorm #syria #alhasaka pic.twitter.com/zoYxca8C3t
— ArabWeatherWatch (@Ar_WeatherWatch) April 11, 2023
تضرر منازل وأكواخ
ويصف السكان حجم حبة "البرد"، المعروف محلياً باسم "الحالول"، بأنها وصلت في بعض المناطق لحجم "بيض طائر السمان"، مبينين أنها تسببت بأضرار في المحاصيل خاصة الخضراوات والمحاصيل العطرية مثل الكمون.
المزارع صدام درويش، من منطقة رأس العين شمال الحسكة، عدد أبرز المحاصيل المتضررة وهي القمح والفول، إضافة إلى الكمون والكزبرة.
وبحسب درويش فقد تضررت بعض المنازل والأكواخ، مشيراً إلى تضرر منزله كذلك أرضه التي تبلغ مسحتها 130 دونماً، وهي مزروعة بالقمح والفول.
وفي الشأن، قدر المهندس الزراعي عيسى أوسو، في حديث لـ"العربي الجديد"، نسبة المحاصيل المتضررة بسبب حبات البرد، ما بين 50 إلى 60 ألف دونم تقريباً في منطقة زركان، مشيراً إلى أن أكثر المحاصيل المتضررة هي الفول ومن ثم القمح والشعير والكزبرة والكمون وغيرها من المحاصيل العطرية.
وضربت حبات البرد قرابة 20 قرية، فيما تضررت بشكل كبير قرى "كردو، مزري، بسيس، تل حرمل، خضراوي، حليوة حسوك، تل أمير، سيحة وجوخة"، بحسب أوسو.
سيول في الحسكة تؤدي إلى أضرار بالمنازل https://t.co/7XEYyO44WW
— أخبار الثورة السورية (@SyriaTwitte) April 12, 2023
وحذّر المهندس الزراعي موسى البكر، في حديثه مع "العربي الجديد"، من تشكل الفطريات المرافقة لهذه الأجواء، وخطورة ذلك على محاصيل الخضروات وحبة البركة والكمون والفول والقمح.
وأوضح أنه لو كان الأمر يقتصر على الصقيع لتسبب فقط بتلف ببعض الأنواع، لكن هذه الأجواء تشكل بيئة خصبة لانتشار الفطريات في حال لم يتم الرش الوقائي لها.
في المقابل، استبشر المزارعون خيراً، إذ أن شدة البرق والرعد يبشر بموسم وفير لنبات الكمأة، كما يقولون.
انقطاع الطريق العام
إلى ذلك، قال الناشط الإعلامي أسامة أبو عدي المقيم في الرقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مناطق عدة من مدينة الرقة وريفها، شهدت هطول زخات كبيرة من الأمطار منذ أمس الثلاثاء، ما أدى إلى انقطاع الطريق العام حلب - الرقة نتيجة المياه التي توسطت الطريق ببرك غائرة، مشيراً إلى "خروج جسر البرودة بريف الرقة الغربي عن الخدمة نتيجة السيول".
في حين بين أبو عدي أن الأحياء الشعبية في الدرعية ورميلة ونزلة الشحادة، غمرتها مياه الأمطار التي دخلت إلى البيوت، بعد عجز مجارير الصرف الصحي المتهالكة عن استيعابها، كما غمرت المياه الشوارع الفرعية المتضررة وتشكلت برك ومستنقعات، مما حبس الأهالي داخل منازلهم.
وأضاف "انقطعت مياه الشرب كذلك منذ عصر أمس نتيجة السيول التي صبت في نهر الفرات. بينما شهدت المدينة خسف مساحات زراعية في منطقة مزرعة الأنصار وتشكلت حفر عميقة نتيجة الأمطار الغزيرة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "هبوط سقف سوق بيع الخضروات المركزي (سوق الهال)".
ولفت إلى أن مخيمات سهلة البنات، واليوناني والشلاش في الرقة تأثرت أيضاً نتيجة تشكل مستنقعات كبيرة.
أضرار في خيم وأوحلة تعيق حركة النازحين سببتها أمطار غزيرة في #مخيم سري كانيه بالحسكة#الحسكة - جيندار عبدالقادر - نورث برس pic.twitter.com/XMvtgIAzR9
— North Press Agency - عربية (@NPA_Arabic) April 12, 2023