شهدت المخيمات الواقعة شمال غربيّ سورية، خلال اليومين الأخيرين، تساقط أمطار غزيرة، ورياحاً عالية السرعة، ما أدّى إلى تضرّر أكثر من 18 مخيماً من المخيمات العشوائية المنتشرة على الحدود السورية - التركية، وتسكنها مئات العائلات، وتزامن ذلك مع ارتفاع كبير في أسعار المواد المستخدمة في التدفئة.
ووثّق فريق "منسقو استجابة سورية" إصابة أكثر من 18 مخيماً شمالي سورية، نتيجة التساقطات المطرية والرياح بأضرار متفاوتة، راوحت بين تهدم الخيام واقتلاع أخرى، إضافة إلى أضرار ضمن بعض الطرقات الداخلية في المخيمات.
وكرّر الفريق الجمعة، مناشدة المنظمات الإنسانية مساعدة النازحين القاطنين في تلك المخيمات بشكل عاجل وفوري بسبب الأضرار التي لحقت بها، خاصة أنّ أكثر من 75 بالمائة من الأضرار السابقة خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، لم تُعوَّض، ولو جزئياً.
بدوره، قال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إنّ فرقه، ضمن جهود التعافي المبكر وتقديم أعمال خدمية في مناطق ومخيمات شمال وغرب إدلب، بهدف تخفيف معاناة المدنيين في فصل الشتاء، جهّزت طرقات للمخيمات لتسهيل وصول المدنيين إلى خيامهم، وسوّت عدّة حفر في طرقات رئيسية.
وأشار في منشور على حسابه الرسمي على "فيسبوك" إنّ الفرق عملت على إزالة الركام والأوساخ من الطرقات، وأسهمت بإصلاح وتمديد شبكات الصرف الصحي، في كل من حربنوش وحفسرجة وأرمناز وكفرتخاريم، وقرى وبلدات في سهل الروج شمال وشمال غربي إدلب.
وقال المسؤول في مخيم "سنجار كهربا"، فايز محمد، لـ"العربي الجديد" إنّ الأمطار والرياح الأخيرة أعادت المعاناة التي يعاني منها قاطنو المخيمات كلّ شتاء، فالعديد من الخيام تهدّمت ودخل الماء أخرى، وقطعت المياه بعض الطرقات، وأدى تشكّل الطين إلى صعوبة في التحرّك بينها.
وأضاف أنّ ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في التدفئة زاد المعاناة هذه المرة، حيث ارتفع سعر طن الحطب أو قشر الفول السوداني إلى أكثر من 200 دولار أميركي، بينما كان في السابق لا يتجاوز 130 دولاراً، وهذا جعل الكثير من العائلات تستغني عن مصادر التدفئة لارتفاع تكلفة تشغيلها.
وفي تعليق لها على نتائج العاصفة الثلجية التي شهدها الشمال السوري أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت مديرة الاستجابة في منظمة "أنقذوا الأطفال" في سورية، سونيا كوش، إنّ "من غير المفهوم أن يواجه أي طفل فصل الشتاء خائفاً على حياته، بعد نحو 11 عاماً على بدء الأزمة في سورية، يبدو أنّ العالم نسي أطفال مخيمات شمالي سورية".
وبحسب فريق "منسقو استجابة سورية"، فإنّ عدد المخيمات الكلي في إدلب وحدها بلغ 1293 مخيماً، تتوزّع على شكل شريط قرب الحدود السورية -التركية، من بينها 393 مخيماً عشوائياً، ويقطنها مليون و43 ألفاً و689 شخصاً.