أعلن معهد الاقتصاد والسلام، في تقرير اليوم، أن حلقة مفرغة تربط نضوب الموارد الطبيعية بالصراعات العنيفة ربما تجاوزت نقطة اللاعودة في مناطق من العالم، وهو ما سيتفاقم على الأرجح بفعل تغير المناخ. وقال إن انعدام الأمن الغذائي وشح المياه وتأثير الكوارث الطبيعية والنمو الكبير في عدد السكان يؤجج الصراعات، ويؤدي إلى تشريد الناس في الأماكن الأكثر عرضة لهذه المشاكل.
ويعتمد المعهد بيانات من الأمم المتحدة ومصادر أخرى للتنبؤ بالدول والمناطق الأكثر عرضة للخطر في تقريره "سجل التهديدات البيئية". وقال مدير المعهد لأوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سيرج ستروبانتس، إن التقرير يحدد 30 دولة تمثل "نقاطاً ساخنة" تواجه أعلى المخاطر ويقطنها 1.26 مليار شخص.
ويستند ذلك إلى ثلاثة معايير تتعلّق بشح الموارد وخمسة معايير تركز على الكوارث مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة. ورصيد أفغانستان في التقرير هو الأسوأ، إذ يقول إنّ الصراع المستمر بها قوض قدرتها على مواجهة المخاطر المحدقة بإمدادات المياه والغذاء وتغير المناخ وتناوب الفيضانات وموجات الجفاف.
وذكر التقرير أنّ الوضع مماثل تماماً في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي اللتين شهدتا صراعات متزايدة ومتفاقمة خلال السنوات العشر الأخيرة. وقال: "مع تصاعد التوترات بالفعل، لا يمكن أن نتوقع سوى أن يفاقم تأثير تغير المناخ الكثير من هذه المشكلات".
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أعده المعهد أن مواطني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانوا في أدنى مستوى للقلق من أي منطقة أخرى حول العالم بشأن تغير المناخ.
وبحسب نتائج الاستطلاع، جاءت 10 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كأقل دول العالم اهتماما بتغير المناخ.
وأصبحت قضايا المناخ تأخذ حيزاً واسعاً في الاجتماعات الدولية والاقتصادية، وخصوصاً بعد إعلان اتفاقية باريس للمناخ قبل نحو 6 سنوات، الهادفة إلى الوصول للحياد الكربوني بحلول 2030.
واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم التوصل إليه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015 بالعاصمة الفرنسية باريس خلال مؤتمر الأطراف الـ21، بعد مفاوضات مطولة بين ممثلين عن 195 دولة.
وفي الوقت الحالي، يحظى الاتفاق بتوقيع 197 دولة عضواً في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. ويقول 12.7 في المائة فقط من المستجيبين للاستطلاع في اليمن، إن تغير المناخ يمثل تهديداً خطيرا للغاية، بينما بلغت النسبة في مصر 17.6 في المائة، تليها السعودية وليبيا بنسبة 22.3 في المائة و24.4 في المائة على التوالي.
وكانت النساء اليمنيات الأقل قلقاً حول تغير المناخ إقليمياً. وقالت 9.5 في المائة إنهن قلقات بشأن تغير المناخ، بينما كان الذكور المصريون الأقل قلقاً إقليمياً بنسبة 16.3 في المائة.
عالمياً، ومن بين 142 دولة شملها المسح، فإن أكثر من نصف سكان 68 دولة، يعتقدون أن تغير المناخ يشكل تهديداً خطيراً جداً على البلاد في العشرين عاماً المقبلة، بينما سجلت 8 بلدان قلقاً كبيراً لدى سكانها بنسبة 75 في المائة أو أكثر.
وكانت أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي هي المناطق التي تظهر أعلى مستوى من القلق بشأن المناخ حول العالم، بأكثر من 60 في المائة.
أما الصين، أكثر دول العالم كثافة سكانية، فلديها مستوى منخفض من القلق. وقال 23.3 في المائة فقط من المستجيبين للاستطلاع إن تغير المناخ يشكل تهديداً خطيراً جداً على الناس.