تفكيك شبكتَي تهريب مهاجرين في إسبانيا وبولندا

25 أكتوبر 2024
رجال شرطة في مدريد، إسبانيا، 15 أكتوبر 2024 (دييغو رادامس/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فككت الشرطة الإسبانية شبكة تهريب مهاجرين تهرب سوريين وجزائريين إلى إسبانيا، حيث اعتقلت ثلاثة أشخاص، وكان المهاجرون يدفعون 10 آلاف يورو للعبور في ظروف خطرة.

- في بولندا، بالتعاون مع يوروبول، اعتقل 11 شخصًا ضمن شبكة تهريب دولية تهرب مهاجرين من بيلاروسيا وروسيا إلى الاتحاد الأوروبي، متهمة موسكو ومينسك بزعزعة الاستقرار.

- طلبت شبكة التهريب في بولندا 5000 يورو من المهاجرين، مع دفع إضافي للسائقين، واعتقلت السلطات البولندية 321 شخصًا منذ 2024، وأعلنت عن استراتيجية جديدة للهجرة.

فُكّكت شبكتا تهريب مهاجرين في أوروبا، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسبانية من جهة وحرس الحدود البولندي ووكالة يوروبول من جهة أخرى، اليوم الخميس. وفي حين كانت الشبكة الأولى تهرّب مهاجرين سوريين وجزائريين إلى إسبانيا، فإنّ الثانية هرّبت مهاجرين أفغان ومصريين وإيرانيين وعراقيين وسوريين إلى بولندا.

وفي التفاصيل، أعلنت الشرطة الإسبانية تفكيك شبكة تهريب مهاجرين يُشتبه في أنّها نقلت ما لا يقلّ عن 70 مهاجراً سورياً وجزائرياً إلى إسبانيا، واعتقلت ثلاثة أشخاص من بينهم زعيم الشبكة. وأوضحت الشرطة، بحسب بيان أصدرته، أنّ كلّ مهاجر دفع ما يصل إلى 10 آلاف يورو (10.8 آلاف دولار أميركي) للعبور على متن قوارب صغيرة من الجزائر إلى إسبانيا، قبل السعي إلى الوصول إلى دول أوروبية أخرى.

أضافت الشرطة الإسبانية أنّ القوارب لم تحترم تدابير السلامة، وأنّ رحلة العبور جرت من دون توفير مياه ولا طعام للمهاجرين، الأمر الذي مثّل "خطراً كبيراً" في حياتهم. وأشارت الشرطة، في بيانها نفسه، إلى أنّ شبكة تهريب المهاجرين استخدمت العنف ضدّ كلّ من لم يدفع المبلغ المتوجّب عليه في الوقت المحدّد.

وكان هؤلاء المهاجرون يقيمون في ظروف وُصفت بأنّها "كارثية" في منطقتَي مدريد وتوليدو الواقعتَين في وسط إسبانيا، قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى وجهات أخرى في البلاد ثمّ في أوروبا، ولا سيّما ألمانيا بحسب الشرطة الإسبانية.

تجدر الإشارة إلى أنّ الشرطة الإسبانية كانت قد كشفت، في الثاني من أغسطس/ آب الماضي، أنّها فكّكت شبكة تهريب مهاجرين ساهمت في إدخال ألف مهاجر من الجنسيّتَين الجزائرية والسورية إلى إسبانيا انطلاقاً من الجزائر، قبل نقلهم إلى دول أخرى في أوروبا، وذلك في مقابل مبلغ مالي يصل إلى 20 ألف يورو (21 ألفاً و700 دولار أميركي) للشخص الواحد.

"يوروبول" تدعم بولندا في اعتقال أعضاء شبكة تهريب مهاجرين

من جهة أخرى، أعلن حرس الحدود البولندي ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول)، اليوم الخميس، إلقاء القبض على 11 متورّطاً في تهريب مهاجرين وتفكيك شبكة دولية لتهريب المهاجرين من بيلاروسيا وروسيا إلى بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي. وتتّهم وارسو موسكو ومينسك بتنظيم عمليات عبور مهاجرين إلى الحدود البولندية البيلاروسية لزعزعة استقرار المنطقة والاتحاد الأوروبي، وهو اتهام ترفضه مينسك.

وأفادت وكالة يوروبول، في بيان، بأنّ "حرس الحدود البولندي نجح، بدعم من الوكالة، في استهداف شبكة إجرامية كبيرة كانت تنشط في تهريب مهاجرين من بيلاروسيا وروسيا إلى الاتحاد الأوروبي". وأوضحت أنّ المهاجرين، معظمهم من أفغانستان ومصر وإيران والعراق وسورية، "توجّهوا بطريقة نظامية إلى بيلاروسيا، إمّا مباشرة وإمّا عبر روسيا"، وبعد ذلك نقلهم المهرّبون إلى الحدود البولندية البيلاروسية (الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي) فعبروها بطريقة غير نظامية قبل أن "يستقبلهم في بولندا أعضاء آخرون" في شبكة تهريب المهاجرين و"ينقلونهم سرّاً إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، ولا سيّما ألمانيا".

ومن بين أعضاء الشبكة المعتقلين، البالغ عددهم 11 عضواً، مواطنون من أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا وبولندا، بحسب حرس الحدود البولندي. ويُشتبه في أن تكون شبكة تهريب المهاجرين هذه قد سهّلت العبور غير النظامي لنحو 600 مهاجر.

وأوضحت يوروبول أنّ شبكة تهريب المهاجرين طلبت من كلّ واحد من هؤلاء خمسة آلاف يورو (نحو خمسة آلاف و410 دولارات أميركية)، علماً أنّها كانت تتقاضى أحياناً المال بالعملة المشفّرة. وبمجرّد وصولهم إلى بولندا، أُجبر كلّ مهاجر على دفع 500 يورو (نحو 540 دولاراً) إضافية للسائقين المعتمدين من قبل الشبكة، للوصول إلى وجهتهم في نقطة أخرى من الاتحاد الأوروبي.

في سياق متصل، لفت حرس الحدود البولندي إلى اعتقال 321 شخصاً يُشتبه في تنظيمهم عمليات تهريب مهاجرين منذ بداية عام 2024. وقد أعلنت بولندا أخيراً عن استراتيجية جديدة للهجرة تشمل إمكان التعليق الجزئي لحقّ اللجوء للمهاجرين الذين يدخلون البلاد بطريقة غير نظامية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون