أعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، اليوم الإثنين، أن الصومال "على حافة المجاعة"، موجها "تنبيها أخيرا" قبل كارثة قد تحل على البلد "بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول".
وقال غريفيث، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الصومالية مقديشو، إن "المجاعة على الأبواب. اليوم أوجه تنبيهي الأخير. يظهر التقرير التحليلي حول الأغذية والتغذية في الصومال مؤشرات ملموسة إلى أن مجاعة ستحصل في منطقتين في إقليم باي بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول من هذه السنة".
وحذر من أن الكارثة ستطاول منطقتي بيدوة وبورهكبا في جنوب البلاد.
الصومال تواجه جفافا غير مسبوق يطاول 7.8 ملايين شخص يشكلون نصف السكان تقريبا، بينهم 213 ألفا معرضون لخطر المجاعة
وأعرب غريفيث، الذي وصل الخميس إلى الصومال عن "صدمته الكبيرة حيال مدى الألم والمعاناة الذي يلحق بالكثير من الصوماليين".
والمجاعة هي النقص الشديد في الغذاء ومعدل الوفيات الكبير من الجوع المباشر أو سوء التغذية المصحوب بأمراض كالكوليرا، وتظهر البيانات أن أكثر من خمس الأسر لديها فجوات غذائية شديدة، وأن أكثر من 30 بالمائة من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد ويموت أكثر من شخصين من بين كل عشرة آلاف شخص يوميا.
ووصف غريفيث الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه كارثة بالنسبة للصومال الذي عانى من نقص في المساعدات الإنسانية، مع تركيز المانحين الدوليين على أوروبا.
واشترت الصومال ما لا يقل عن 90 بالمائة من قمحها من روسيا وأوكرانيا قبل الحرب، وتضررت بشدة من ندرة القمح والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية.
يذكر أن الصومال تواجه جفافا غير مسبوق يطاول 7.8 ملايين شخص يشكلون نصف السكان تقريبا، بينهم 213 ألفا معرضون لخطر المجاعة، وفق أرقام الأمم المتحدة، والتي أضرت أيضا بمنطقة القرن الأفريقي التي تتضمن إثيوبيا وكينيا.
كما تسببت موجة الجفاف في نزوح ما لا يقل عن مليون شخص، حيث تسير عائلات لأيام أو أسابيع على الأقدام عبر التضاريس الجافة بحثا عن المساعدة، ويموت كثيرون منهم ويدفنون على طول الطريق. ومن يصل منهم إلى المخيمات خارج المناطق الحضرية لا يجدون سوى القليل من المساعدة أو لا يجدونها على الإطلاق.
(فرانس برس، أسوشييتدبرس)