أعلنت صفحة الناشط السياسي المصري أحمد دومة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه تلقى تهديداً مباشراً عبر الجهاز الموصل للصوت "إنتركم" داخل زنزانته من شخص مسؤول في السجن، بعدما طالب وضغط من أجل توفير أغطية شتاء أكثر له لمعاناته من البرد القارس وتآكل المفاصل وروماتيزم العظام.
وجاء في الصفحة، التي يديرها أفراد من أسرته: "أحمد أبلغنا في الزيارة يوم الثلاثاء 17 يناير/ كانون الثاني، إنه يوم 7 يناير حدث تواصل بينه وبين شخص هو لا يعرفه، عن طريق الانتركم الموجود في الزنزانة، وقيل له نصاً (لو كررت فعلتك ثانية سترى أيام سوداء ولن تتحمل ما سيجري لك)".
وعن كواليس هذا التهديد، كما حملها المنشور: "ما حدث أنه منذ بداية الشتاء وأحمد يطالب بأغطية وفرش كاف لمقاومة البرد؛ وعندما زاد عليه الألم في جسمه من البرد؛ قرر أنه لن يدخل الزنزانة من التريض يوم السبت 7 يناير/كانون الثاني، حتى تواصل معه مفتش مباحث وطلب منه يدخل الزنزانة، وأنه سيرد عليه في اليوم التالي. وعندما دخل أحمد الزنزانة؛ تلقى هذا التهديد".
وذكرت المصادر التي تدير صفحة دومة أنه "منذ هذا التهديد؛ والدور في السجن بالكامل ممنوع عنه الكانتين والوجبات والمياه الساخنة. ومن وقتها بيتحرك مع أحمد أكثر من عشرة عساكر و3 ظباط أحدهم بالزي الميري وإثنين بالملابس الملكية طول وقت التريض وفي أي مكان. بخلاف كل الأبواب التي يعبرها دومة من الزنزانة حتى ساحة التريض".
وأعربت المصادر التي تدير الصفحة عن مخاوفها من الوضع الصحي الذي يسوء، والذي وصل لتآكل الغضاريف بخلاف حالة المفاصل التي تحتاج لتدخل جراحي.
ويعاني دومة منذ عدة سنوات من خشونة شديدة في المفاصل ارتقت لحد التآكل في الشهور الماضية، تلى ذلك انزلاق غضروفي يسبب له آلاماً دائمة.
وكان دومة أُدين وأُصدِر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عاماً، على خلفية مُشاركته في احتجاجات مُناهِضة للحكومة، بعد محاكمتين حرَّكَتهما دوافع سياسية، في القضية رقم 8629 لسنة 2011 (جنايات السيدة زينب) المعروفة إعلامياً بـ"أحداث مجلس الوزراء"، وأيد الحكم في أبريل/نيسان 2014، بحبسه 15 عاماً وإلزامه بدفع 6 مليون جنيه، ليصبح حكم إدانته نهائياً.
وتعود وقائع هذه القضية إلى الأحداث التي شهدها مجلس الوزراء المصري في عهد المجلس العسكري، والتي وقعت في ديسمبر/كانون الأول من عام 2011، وحوكم بسببها دومة، مع 267 متهماً آخرين بتهمة حرق مبنى المجمع العلمي المصري، ومنشآت مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، والتعدي على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومقاومة السلطات والتجمهر وتعطيل حركة المرور.
ويقبع دومة، على غرار العشرات من السجناء السياسيين في مصر، في زنزانة انفرادية منذ أكثر من 8 سنوات، يحتاج لمرتبة طبية منذ أكثر من سنتين بتوصية طبيب، لكن مُنع دخولها. كما مُنع دخول عكاز، سبق أن طلبه دومه، ليمشي عليه لأنه غير قادر على التريض -الخروج من الزنزانة- بسبب إصابته بتآكل حاد في ركبته يستلزم جراحة تغيير مفصل. كما أنه ممنوع من الحصول على أدوية مضادات الاكتئاب ونوبات الهلع ومذيبات الجلطة، منذ حوالي عام.