أوقفت الشرطة الفرنسية رجلاً على ذمّة الحقيق، في مدينة كليرمون-فيران بوسط فرنسا، بحسب ما أُعلن اليوم الجمعة، وذلك بسبب توجيهه تهديدات بالقتل إلى مدير مدرسة بعد رفض السماح لابنته بالدخول إليها وهي ترتدي عباءة.
وتأتي عملية التوقيف التي نُفّذت، أمس الخميس، بعد قرار أصدرته الحكومة الفرنسية بحظر العباءة في المدارس الرسمية، وتأييد القضاء الإداري في البلاد هذا القرار.
وأوضح المدعي العام في المدينة دومينيك بوشماي، لوكالة فرانس برس، أنّ تهمة "التهديد بهدف تخويف شخص مسؤول عن مرفق عام" وُجّهت إلى الرجل الموقوف، مؤكداً بذلك تقريراً كانت قد نشرته صحيفة محلية بداية.
وذكر مصدر في الشرطة أنّ الرجل الذي أوقف، أمس الخميس، ما زال موقوفاً اليوم الجمعة على ذمّة التحقيق.
وفي التفاصيل، طلب مسؤولو ثانوية أمبرواز-بروجيار من تلميذة في المرحلة الثانوية خلع العباءة قبل دخولها إلى المدرسة لكنّها رفضت، فمُنعت بالتالي من الدخول. وبعد ذلك، اتّصل والدها ووجّه تهديدات بالقتل إلى مدير المدرسة.
وقد رأى وزير التربية الوطنية والشباب غابريال أتال أنّ هذه التهديدات "غير مقبولة"، مؤكداً اتخاذ تدابير لحماية مدير المدرسة.
يُذكر أنّ أتال كان قد صرّح بأنّ مسألة حظر العباءة في المدارس تتعلّق بـ"تشكيل جبهة موحّدة" في مواجهة الهجمات التي تستهدف العلمانية، وذلك في مؤتمر صحافي عُقد تحت عنوان "متّحدون من أجل مدرستنا"، في 28 أغسطس/ آب الماضي، بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد 2023-2024.
من جهته، أفاد رئيس بلدية كليرمون-فيران بأنّ مسؤولي المدرسة الذين رفضوا دخول التلميذة بالعباءة "تلقّوا تهديدات بالقتل وقطع الرأس"، مشدّداً على "وجوب أن يكون إصرارنا وحزمنا ثابتَين" في وجه ذلك. وأعلن عن نشر فرق أمنية في المدرسة الثانوية.
وفي 27 أغسطس الماضي، كان الوزير أتال قد أعلن حظر ارتداء العباءة في المدارس والمعاهد الحكومية، الأمر الذي صادق عليه مجلس الدولة، أعلى سلطة قضائية إدارية في البلاد، أمس الخميس.
وقد رفض مجلس الدولة طلب "جمعية العمل من أجل حقوق المسلمين" تعليق الحظر على أساس التمييز وانتهاك الحقوق.
يُذكر أنّ نحو 300 تلميذة وصلنَ بالعباءة إلى مدارسهنّ، يوم الاثنين الماضي، من أصل 12 مليون تلميذ عادوا إلى المدارس هذا الأسبوع. وقد رفضت 67 منهنّ خلعها، بحسب الوزير أتال.
(فرانس برس)